تركزت اهتمامات رئيس المجلس النيابي نبيه بري أمس على الشأنين اللبناني والفلسطيني، وفي هذا الإطار استقبل وفد القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان برئاسة الأمين القطري الوزير السابق فايز شكر وعضوية النائب قاسم هاشم وأعضاء القيادة، في حضور النائب علي بزي.بعد اللقاء شدد شكر على أن «الرئيس بري على رأس الساعين والخيرين وحماة الدستور ووحدة البلد ومصلحة الشعب اللبناني»، مؤكداً أنه «لا ينتظر أي أمر غرفة عمليات من أحد، ما يمليه عليه ضميره ووحدة هذا البلد وحصانته الدستورية والقانونية يعمل به».
ووصف ما حصل في الشمال والبقاع الغربي بأنه «عمل تخريبي الهدف منه تحقيق فتنة لجر البلد الى مشاكل لا تحمد عقباها»، معتبراً أنه «كان الأحرى بالسلطة بعد البيانات التحريضية قبل يوم الذكرى، أن تستقدم عناصر أمنية الى هذه المناطق منعاً لحصول مثل هذه الفتن».
وأكد شكر «أن لا حل في هذا البلد إلا بتحقيق شراكة حقيقية، وحكومة وحدة وطنية بصيغة 19-11 وهذا هو الحد الأدنى. وإذا أردنا التكلم بالنسبة، فالنتيجة تكون 14 وزيراً للمعارضة ، ويجب أن يكون هناك قانون انتخاب عادل ومتوازن لتكوين السلطة السياسية في هذا البلد، بعدما شاهدناه من إعصارات تحاول النيل من لبنان ومؤسساته».
والأوضاع الفلسطينية عرضها بري مع وفد من الفصائل تحدث باسمه ممثل حركة «حماس» في لبنان أسامة حمدان الذي لفت الى «أن الفلسطينيين كانوا دوماً معنيين بعدم التدخل في الشأن اللبناني. وخلال الفترة الماضية التي حصلت فيها أزمة سياسية كان إصرارنا على ألّا يكون الفلسطينيون طرفاً في ذلك. لكننا توقفنا أمام محاولات البعض اتهام الفلسطينيين بعدد من الحوادث الأمنية، التي تبين في ما بعد أن لا علاقة للفلسطينيين بها ولا سيما العبوات التي اكتُشفت في صيدا، وما جرى الحديث عنه من صواريخ او قذائف اكتُشفت في منطقة النبطية حاول البعض اتهام الفلسطينيين بها، ثم تبين أن الأمر لا أساس له من الصحة».
واشار الى أن الحديث تطرق الى موضوع كشف المجموعة التي اتهمت بتنفيذ جريمة عين علق مكرراً إدانة هذه الجريمة «وتمسكنا بحماية أمن لبنان واستقراره وسلمه»، ومشدداً على «ضرورة استكمال التحقيق حتى نهايته وإحالة المهتمين والمتورطين على القضاء لينالوا العقوبة وفق القانون. مع تأكيدنا أنه يجب عدم تحميل الفلسطينيين وزر هذه الجريمة ويجب ألا يُتهم الفلسطينيون أو أن يحاول البعض معاقبة الفلسطينيين بشكل كامل نتيجة هذه الجريمة التي لا يقبل بها أي فلسطيني».
ونقل حمدان عن بري تفهمه لهذه المواقف «ووعداً بالعمل من أجل ما يضمن تحقيق علاقة فلسطينية ـــــ لبنانية سوية وصحيحة».
وعن إمكان اتخاذ إجراءات معينة داخل المخيمات كي لا تتحول الى ملجأ للمجرمين أوضح حمدان «أن هذا الأمر يجب أن يكون مبنياً على تعاون فلسطيني ـــــ لبناني وهو ليس مسؤولية فلسطينية مجردة ومطلقة، لأننا لا نتحدث عن أمن فلسطيني مستقل. بل عن وجود المخيمات الفلسطينية في لبنان حيث هناك دولة وسلطة معنية بهذا الأمر. ومن ناحية أخرى، لا بد من موقف فلسطيني موحد في هذا الإطار»، معلناً عن لقاء يضم فصائل تحالف القوى الفلسطينية وفصائل منظمة التحرير سيعقد مساء اليوم «لبحث الخطوات التي يجب أن نتعاون في شأنها جميعاً لتجنيب مخيم نهر البارد أي محاولة لإحداث فتنة فلسطينية ــــــ لبنانية، وكذلك عدم السماح بأن يكون هذا المخيم بؤرةً يُستفاد منها للاعتداء على الأمن والسلم اللبنانيين».
واستقبل بري وفداً من قيادة حركة «فتح» ضم عضوي القيادة المركزية: هاني الحسن وعباس زكي، ومستشار الرئيس الفلسطيني اللواء جبريل الرجوب في حضور عضو المكتب السياسي لحركة أمل بلال شرارة.
بعد اللقاء أكد الحسن «إننا كفلسطينيين نهتم جداً بحل الأزمة الطارئة القائمة في لبنان، لأن استقرار الوضع في لبنان وتصور الضمان العربي يؤدي في النهاية إلى خدمة القضية الفلسطينية التي ما زال طريقها طويلاً».
وأشار الحسن رداً على سؤال إلى أن «الوضع الفلسطيني لا علاقة له بحركة فتح الإسلام» (...) ونحن على استعداد للتعاون مع الحكومة اللبنانية والسلطات اللبنانية ومع الجيش اللبناني في أي تصور يضعه، ونقوم بواجبنا تجاه هذا الموضوع».
وزار زكي والرجوب البطريرك الماروني نصر الله صفير.