راجانا حميّة
ينطلق التقرير الوطني للتنمية البشرية، هذا العام، من قصّة واقعيّة ينسجها مواطن لبناني ويطرح فيها حلولاً باسم «الدولة والمواطنة». قصّة لبنانيّة تعطي لصاحبها دوراً في التأثير بمحيطه الاجتماعي وإيجاد حلول للأزمات الاقتصاديّة والاجتماعيّة والثقافية والبنيويّة المزمنة. ولكن «شو القصّة» خبرونا؟ قصّة تقرير التنمية البشرية تتعدّى الرقم الواحد لتصل إلى «مئة قصّة وقصّة» تسلّط الضوء على مبادرات المواطنين اللبنانيين والمؤسّسات المحلّية أو المنظمات غير الحكومية في الشأن العام. يساهم مجموع القصص في تدعيم التقرير واستخلاص نتائج ملموسة حول العلاقة بين الدولة والمواطن من وجهات نظر مختلفة.
تباشر مبادرة «101 قصّة»، التي أطلقها برنامج الأمم المتّحدة الإنمائي أمس، بالتعاون مع مؤسّسة مهارات، نشاطاتها الأسبوع المقبل برسائل إعلانيّة ودعائيّة تستعرض نماذج مشاريع فرديّة مرشّحة للانضمام إلى لائحة المبادرات الـ«101» التي ستدرج في التقرير المتوقّع صدوره أواخر العام 2007.
وقد اشترطت إدارة المشروع أن تكون مواصفات المبادرة إمّا حلّاً للمشاكل المتنوعة ضمن مجتمع محلّي معيّن، أو تشجيع المشاركة العامّة في مشاريع تتناول المشكلات على مستوى الوطن، أو التأثير في صياغة الأطر القانونيّة والمؤسساتية لقضايا محلّية أو وطنيّة تعزّز المساواة بين المواطنين.
وتركت الإدارة المجال مفتوحاً أمام المبادرات، إذ يمكن للمشارك أن يعتمد أسلوب العرض الذي يناسب قدراته، فقد يكون أكاديميّاً أو روائياً أو علميّاً أو سينمائياً. كما حددت حجم المبادرة المكتوبة بألفي كلمة تتضمّن عرضاً مفصلاً للمشكلة، مرفقاً بالصور والرسوم وردود فعل أعضاء المجتمع المحلّي.
وكان مؤتمر تقرير التنمية البشرية قد أطلق موقعه الإلكتروني «www.nhdrlebanon.org»، بهدف تسهيل تقديم مبادرات المشاركين. ورأى وزير التربية والتعليم العالي الدكتور خالد قبّاني «أنّ مشروع الدولة يكتمل بتوافر المواطنة والمساواة والحريّة والديموقراطيّة والانتماء والولاء الوطنيين والتربية التي تساهم في تعزيز المبادئ عبر إدخالها في المناهج التربويّة».
من جهته، رأى وزير الثقافة طارق متري «أنّ المئة قصّة وقصّة تساهم في الارتقاء بنا إلى لون مخالف للألوان السياسيّة المعتادة»، مؤكداً أهمّيتها «في إعادة اللغة الحقيقيّة للناس بعدما سلبهم إيّاها سياسيّو الدولة وصنّاع الرأي والمحلّلون»، ولفت متري إلى «أنّ المبادرة تعاود تذكيرنا بأنّ المواطن شخص حر، وليس رقماً في جمهور أو جزءاً من طائفة أو مذهب».
ودعا رئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر «صانعي القرار والخبراء وواضعي السياسات العامّة ومنظّمات المجتمع المدني إلى مؤازرة الجهود ودعم التوجّهات». كما أشارت الممثّل المقيم لبرنامج الأمم المتّحدة الإنمائي الدكتورة منى همّام إلى أنّه «سيتم عقد ورشة عمل لعرض المبادرات على صانعي القرار والجهات المانحة عقب تسليمها في الثلاثين من نيسان المقبل كحدّ أقصى». وأكّد رئيس مؤسّسة مهارات وليد عبّود «التزام المشروع قضيّة الأشخاص العاديين الطامحين إلى التغيير عبر العمل، لا عبر الخطب والشعارات الرنّانة».