شتورا ـ نيبال الحايك
تشتهر منطقة تعنايل على طريق الشام الدولية في البقاع الأوسط، أو كما يعرفها العامة باسم «منطقة الدير» بمساحة لا بأس بها من الأشجار المتنوعة التي تحولت مع الأيام إلى أهم موقع بيئي في البقاع الأوسط، لما تمتاز به المنطقة من حماية ذاتية وفرها «الآباء اليسوعيون» على مر السنين، فأصبحت المنطقة، أو منطقة الدير، نقطة جذب سياحية ومقصد عمليات تصوير سينمائي وتلفزيوني، وصولاً إلى الفيديو كليب الذي يجد «أصحابه» في «محمية» دير تعنايل مشاهد طبيعية تضفي جمالية بعيدة عن «خدع» الكومبيوتر.
وأكثر ما تمتاز به محمية دير تعنايل توسط البحيرة الطبيعية المنطقة، وهي تشكل مع مستنقعات عميق ومحمية كفرزبد ملاذاً آمناً للطيور المهاجرة وغيرها من الطيور المحلية والحيوانات البرية، والصيد ممنوع بتاتاً وبشكل مطلق.
تقع بحيرة تعنايل الطبيعية ضمن أراضي دير الآباء اليسوعيين الذين بدأوا بتطوير البحيرة وحمايتها منذ عام 1962، إذ تقع في منخفض بسيط يقع وسط أراضيهم الزراعية الشاسعة الكثيفة بالأشجار الوارفة، وتبلغ مساحة هذه البحيرة حوالى 20 دونماً، ويراوح عمقها بما بين 3 و7 أمتار، فيما تصل مساحة المحمية الإجمالية إلى ما يقارب 220 هكتاراً.
تعتمد بحيرة تعنايل على مياه الأمطار مصدراً رئيسياً لتغذيتها، فضلاً عن مياه نهر شتورا الموسمي الذي يتدفق جراء ذوبان الثلوج، وتشكل على مدار الفصول مصدراً لري أجزاء من أراضي المحمية أو الدير صيفاً وفق دراسة تسهم في الحفاظ على مياه البحيرة على مدار السنة.
وتعد محمية تعنايل موطناً للكثير من أنواع النباتات والحياة النباتية الفطرية، وتكثر فيها الأشجار على مختلف أنواعها مثل الحور، والدلب، والصفصاف، والأرز الكندي، والأرز اللبناني، وهي لا تلقى دعماً محلياً أو عالمياً. ويقول المهندس فادي سركيس إن بحيرة ومحمية تعنايل بشكل عام هي من «الأراضي الزراعية الخاصة، ونحن نوليها الاهتمام والرعاية والحماية المطلوبة، وهي تشكل مقصداً لعدد كبير من المؤمنين الذين يؤمون الدير للصلاة، أو للاستمتاع بالمناظر الطبيعية».