strong>نهر البارد - نزيه الصديق
تسيطر حال من التوتر على مخيم نهر البارد بعد اشتباك أول من أمس. وأصدر قاضي التحقيق مذكرات توقيف في حقّ أربعة من المتهمين بالضلوع في جريمة عين علق

أثمرت الاتصالات والجهود الحثيثة التي قامت بها اكثر من جهة فلسطينية، في مخيمي نهر البارد والبداوي للاجئين الفلسطينيين في الشمال، تطويقاً لذيول الإشكال الذي وقع في مخيم نهر البارد ليل أول من أمس، وأدى إلى سقوط قتيل من «فتح الإسلام» وأربعة جرحى، مخلفاً وراءه أجواءً متشنجة وقلقة، ومخاوف من أن تتطور الأمور لاحقاً نحو الأسوأ، إذا لم يتم التوصل الى حل ينزع صواعق التفجير الموجودة في المخيم.
ووسط هذه الاجواء شيّعت حركة «فتح الإسلام» أحد عناصرها الذي قضى متأثراً بجراح اصيب بها خلال المواجهات العسكرية، وسط اجراءات أمنية مشددة.
وأصدرت الحركة بياناً نعت فيه العنصر الذي سقط في المواجهات، معتبرة أن «(أبي عبد الرحمن المقدسي) احمد ابو عمر» توفي «بعد أن تعرض لعملية اغتيال».
ووزعت الحركة نبذة عن حياة المقدسي أوردت فيها أنه من مواليد غزة عام 1985، وشارك في العديد من المعارك في فلسطين، وأنه كان ينوي العودة إلى غزة لتدريب كوادر وعناصر «فتح الإسلام» هناك. وكان مخيما البداوي والبارد قد شهدا يوم امس إقفالاً شبه تام للمؤسسات والمحال التجارية والمدارس، التي أغلقت احتجاجاً على تردي الأوضاع الأمنية، وللمطالبة بتخفيف الاجراءات التي يتخذها الجيش اللبناني عند مداخل البارد. وكانت قيادة الفصائل الفلسطينية قد عقدت اجتماعاً مع أئمة وخطباء المساجد في مخيم البارد، جرى خلاله بحث السبل الآيلة لمعالجة المشكلة الأمنية الطارئة، وتم تكليف رجال الدين بمتابعة هذا الموضوع مع حركة «فتح الاسلام». وبعد عدة اجتماعات، تم الاتفاق على سحب المسلحين، وهو ما التزمت به كل الفصائل ومنها حركة «فتح الاسلام».
من جهة ثانية، أُلّف وفد من قيادة الفصائل الفلسطيينة للقاء القيادات الأمنية اللبنانية، للبحث معها في تخفيف الإجراءات الأمنية عند مداخل ومخارج مخيم البارد. وأصدرت الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية في الشمال بياناً اكدت فيه «وحدة النسيج الوطني والاجتماعي لأبناء المخيم، وللبيئة الوطنية المناضلة لمخيمات لبنان»، مجددة «ادانة الأحداث التي حصلت والتي تتعارض مع طموحات الشعب الفلسطيني». ودعت الفصائل «قيادة الجيش اللبناني الى تخفيف الاجراءات التي ادت إلى زيادة المعاناة والبطالة والفقر، لانه لا يجوز معاقبة أكثر من 35 الف لاجىء يقطنون في المخيم».
يذكر، انه إضافة إلى القتيل من «فتح الاسلام»، كان الإشكال قد اسفر عن وقوع اربعة جرحى هم: عمر اسماعيل من «فتح الانتفاضة» الذي نقل الى المستشفى الاسلامي، هاني واكد من الجبهة الشعبية القيادة - العامة، محمود نمر بهلول من «جبهة التحرير العربية»، إضافة الى احد عناصر «فتح الاسلام».
ومساء، وزّع في مخيم عين الحلوة، على نطاق محدود، بيانٌ حمل توقيع «المدافعون عن أهل الإسلام»، هددوا فيه كل فصيل فلسطيني ولا سيما «حركة فتح» بأن أي اعتداء على «فتح الإسلام في مخيم نهر البارد سيكون الرد عليه قاسياً، وفي كل المخيمات».
من جهة أخرى، أحال النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا خمسة موقوفين متهمين بالضلوع في تفجيري عين علق، وبأنهم ينتمون إلى «فتح الاسلام»، مع المحاضر والافادات التي أدلوا بها في التحقيق الاولى، الى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد. وقد استجوب قاضي التحقيق العسكري الأول رشيد مزهر عصر أمس 4 منهم وأصدر مذكرات وجاهية بتوقيفهم.