العيد هو الرمز
  • روز زيادة

    لبنان بلد الاختلاط الطائفي، بلد الاختلاف العقائدي والسياسي، يُجمع على العيد الموحد للأم، تدق ساعة 21 آذار، يتهافت الأولاد على محال الأزهار، تشع عيونهم بالفرحة وكلهم رغبة في مفاجأة الأم بكلمة BONNE FETE MAMAN، ولكن هناك من يحاول ألا يرى أمه في هذا اليوم، لأنه مقصّر، حزين. وعلى من يعتبرون أنفسهم قادة لبنان أن لا يظهروا أبداً أمام أي أم لبنانية في هذا اليوم، فهم لا يعرفون ما معنى كلمة أم. والبرهان على ذلك هو ترك أولادنا عرضة للقتل في أي وقت، ودفعهم الى الهجرة شبّاناً وشابات، وجعل لبنان مأوى للعجزة المقطوعين، وعدم اقتراحهم مرسوم قانون واحد يخفف عن الأم شر العوز. وإذا ما رزقت أمٌّ أولاداً مثل جميع من يعتبرون أنفسهم أصحاب الحل والربط، أصحاب السلم والحرب، فهم المبادرون الأُوَل لدوس كرامتها في الدرجة الأولى، إذ هم عاقّون في حق أمهاتهم. الأم...، هي من أرضعتكم الأنانية، وعدم الإنسانية؟ هل ما تقومون به من الأعمال المشينة من صفقات مشبوهة، ومن التآمر على أبناء لبنان صحياً، وغذائياً، وأمنياً وحتى تربوياً، هي من علّمتكم إياه؟ أما الكذب والكذب المتبادل، الغدر بكل مواطن، خنق الناس بكلتا يديكم، حبذا لو كان عندي موهبة الرسم لأصوّر لكم كيف تمسكون جميعكم بعنق المواطن، حبذا...!
    هل عيد الأم وردة وقطعة من الحلوى، أو مخابرة هاتفية مضغوطة بكلمات الأمنيات التي تقال بمناسبة الأعياد. كل الأعياد باتت في لبنان فرصة مجاملات. 21 آذار هو اليوم الرمز للعودة بالفكر والإرادة والتجرد الى أرحام أمهاتنا لننقّي أرواحنا، لنكتسب الجرأة ونصرخ في وجه العالم اسقطوا نير أطماعكم عنا! ليس عند الأم مفاضلة بين أولادها إلا بقدر ما يشعرونها بالأمان. ونحن أيضاً لا نفاضل بين حكامنا إلا بقدر ما يحيّدون لبنان عن كل أذية.



    أمنية لأم في عيدها

  • رشا شوقي المستراح

    الدم من أجل الخلاص عقيدة دولة تفترض أنها البلد الوحيد الذي يتمتع أبناؤه بالديموقراطية في الشرق، كما يدّعون، ولهذا نحن نحاربهم وتحضنهم السياسة الأميركية التي هي حاضن الديموقراطية، أيضاً كما يدَّعون، وعلى رأسها بوش الذي عفا عن ديك رومي في عيد الشكر الأخير إثباتاً لإنسانيته التي لم تمنعه من تشريع قتل العديد والعديد كل يوم في مختلف أنحاء العالم مدَّعياً محاربة الإرهاب عبر قتل أبرياء يفوق عددهم من يقتلهم الإرهابيون بكثير.
    ولكنهم لم يثبتوا شيئاً سوى أنهم صانعو الدمار وأنهم قادرون على ان يصنعوا المجازر ويحوّلوا الأطفال الى جثث وأشلاء، ففي قانا حوّل المسيح الماء الى الخمر، وفي قانا لبنان حوّل الاسرائيليون ومن وراءهم أطفالنا الراقدين في فراشهم الى أنسجة محروقة.
    أيها الديموقراطيون، نعم نعترف ونقر لكم بديموقراطيتكم هذه، ولكن لعل وعسى أن تمنحونا بعضاً منها بإعطائنا الحق في أن نحيا، وبإبعاد شبح الموت عنا وعن أطفالنا، وإن كنتم مصرّين على انتزاع الحياة من أطفالنا فاعطونا الحق في أن نختار، فأنا أم ولا أريد ان يموت أطفالي وهم في حضني، إذ إنهم يعتقدون بأن حضني هو ملاذهم وملجؤهم الآمن فلا تخيّبوا الظن بي. لا أريد أن يموت أطفالي وهم في أسرّتهم فإني وعدتهم بأن يناموا آمنين وألا يلحق بهم أذى وأن يحلموا أحلاماً جميلة، ووعدتهم بأني سأشتري لهم صباحاً لعبة مثيلة للتي يحلمون بها. لا تنتزعوا الحياة من أطفالي وهم في طريقهم من والى المدرسة لأني وعدتهم بأني في انتظارهم وأنهم سيعودون آمنين. لا تنتزعوا الحياة منّي ومن والدهم لأننا وعدناهم بأننا سنوفر لهم حياة فضلى حتى يمسوا قادرين على خوض غمار الحياة وحدهم ولأننا وعدنا أنفسنا بأن نرى تخرّجهم وزفافهم وأولادهم.
    نعم اقتلونا، ولكن اعطونا سبباً لنموت، وإلى أن تجدوا تبريراً لموتنا عسى ان يطول الوقت ويكون أطفالي قد كبروا فيدركوا حقيقة مرّة هي أنهم ربما يموتون بسبب عنجهية ساسة حمق لا يرتوون إلا بالدماء، فلا نكذب عليهم بأنهم سيكونون آمنين في أحضاننا وفي أسرّتهم وفي مدارسهم وأثناء لعبهم.