جدّد وزير خارجية بلجيكا كارل دوغيث تأكيد مواصلة بلاده دعمها «القوي» لـ«الحكومة اللبنانية المنتخبة ديموقراطياً»، وأبدى قلقه حيال المأزق الحالي في لبنان، معتبراً أن الأمر المعوّل عليه هو «دعوة البرلمان للانعقاد من أجل التشاور لإيجاد حل». ومنتقداً «التعنت» في ما يتعلق بالمحكمة الدولية، طالب سوريا بـ«رفع حظرها عن هذه المحكمة».وكان دوغيث قد اختتم زيارته للبنان التي استمرت ثلاثة أيام، أمس، بإجراء محادثات مع كل من: رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، رئيس «تيار المستقبل» النائب سعد الحريري، ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط.
وإثر لقائه السنيورة في السرايا الكبيرة، بحضور وزير الخارجية بالوكالة طارق متري وسفير بلجيكا ستيفان دولوكير ورئيس لجنة الحوار اللبناني ــــ الفلسطيني السفير خليل مكاوي، أشار متري في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره الى أهمية «إحياء مبادرة السلام العربية».
بدوره، سجّل دوغيث بعض الملاحظات على الوضع اللبناني، فأعلن استمرار دعم بلاده لحكومة السنيورة كي «لا تكون هناك صيغة تتسبب بوضع حد لمواصلة عملها».
وأشار الى أنه بحث مع بري مسألة انعقاد المجلس النيابي الذي «لا يعيش الا عندما يجتمع ويصوّت، ويجب ألا يوضع على المدفأة لأنه موجود للمناقشة والتشاور والتصويت. واذا لجم واختصر عمل البرلمان بشخص رئيسه، لا يعود له مكان في عمل منتظم للديموقراطية»، ناقلاً عن بري قوله: «إن هذا الأمر يتعلّق بي وبسلطتي».
وفي ما يتعلق بالوجود البلجيكي في لبنان، رأى أن مشاركتهم في إطار قوات اليونيفيل «عنصر مهم، إذ لدينا 400 جندي في جنوب لبنان»، مضيفاً: «حزب الله يدعم اليونيفيل وليس لدينا مشكلة معه. لكن يجب أن نكون متنبهين حيال الشائعات التي تشير الى ارتباط فتح الإسلام بتنظيم القاعدة».
ورداً على سؤال عن دور الرئيس السوري بشار الأسد في مسألتي الحكومة والمحكمة وموضوع تهريب السلاح عبر الحدود، أشار الى أن قضية الحكومة بالنسبة اليه «مسألة داخلية لبنانية»، و«لو تمّ إنشاء المحكمة، فهو لن يوافق أبداً على إرسال مواطنيه ليقفوا أمامها، لأن الأمر يتعلق بسيادة بلده»، معتبراً أن الأسد «غير مستعد للتعاون في إطار إيجاد حلّ في لبنان».
وعما إذا كانت بلجيكا تدعم نشر مراقبين على الحدود اللبنانية ـــــ السورية لمنع تهريب الأسلحة، قال: «في إطار القرار 1701، من الواضح أن الدولة اللبنانية يمكن ان تطلب مساعدة اليونيفيل ليكون لديها عمل شمال الحدود، لكن الأمر ليس حاصلاً الآن. هناك مشروع مع المانيا بالنسبة إلى شمال لبنان لتكون هناك مراقبة جيدة للحدود، لكن لا علاقة للقوات البلجيكية بهذه الخطوة».