strong>جنبلاط: غامض ومليء بالمغالطات السياسية والدستورية
شُغِلت أمس الكتل النيابية والشخصيات والأحزاب السياسية باليوم النيابي بامتياز الذي توزع أول من أمس بين ساحة النجمة وعين التينة، فتراوحت المواقف بحسب المواقع، إذ أشاد المعارضون بالمؤتمر الصحافي لرئيس مجلس النواب نبيه بري ومضامينه، وهاجم الموالون مواقف بري ودافعوا عن تحركهم في البرلمان. وفيما استعار مرحبون من السفير السعودي عبد العزيز خوجة تعبيره أن رئيس المجلس «وضع النقاط على الحروف»، علق نائب في اللقاء الديموقراطي على موقف خوجة بالقول: «له قراءته ولنا قراءتنا أيضاً».
فقد زار النائبان السابقان فايز غصن وسليم سعادة بري أمس وهنآه «باسم الكورة» بمؤتمره الصحافي، معتبرين أنه وضع النقاط على الحروف وأن كلامه كان «سديداً وأظهر الحقيقة من دون زيادة أو نقصان».
كما زاره النائب محمد رعد، مع وفد الرابطة الدولية للبرلمانيين المدافعين عن القضية الفلسطينية، ورأى أنه «وضع اللبنانيين أمام الحقائق ــــــ المعطيات التي يعرفون في ضوئها من المتضرر من إنجاز التسوية والوفاق الوطني»، مشدداً على أن ما يقرره اللبنانيون «لا يستطيع أحد أن ينسفه».
ومن كتلة الوفاء للمقاومة أيضاً رأى النائب حسن حب الله أن ما أعلنه بري أكد «أن المعارضة كانت هي الأحرص على السلم الأهلي والاستقرار وحفظ البلاد وحافظت على السيادة والحرية والاستقلال، فيما أصحاب هذا الشعار تخلوا عنه وذهبوا إلى استرهان لبنان للأجنبي». وأعرب النائب نوار الساحلي عن موقف مماثل، مشيراً إلى «أن ما حصل أمام المجلس النيابي من استعراض فولكلوري سخيف لبعض نواب السلطة، كان مفعوله سلبياً عليهم».
وأعرب عضو كتلة الإصلاح والتغيير النائب نبيل نقولا عن تأييد التيار الوطني الحر لما قاله بري، مشيراً إلى أنه «كلام رجل مسؤول جداً». ودعا رئيس الحكومة فؤاد السنيورة «إلى بق البحصة أيضاً كي تتوضح كل الأمور». كما أشاد بموقف السفير السعودي. واتهم النائب إبراهيم كنعان الأكثرية بأنها تفسر الدستور بشكل مجتزأ وتسير بالبلد كما تشاء، واصفاً ما حدث في ساحة النجمة بأنه استفزار «لا لزوم له لأنه يشكل تجاوزاً للحوار الدائر بين الرئيس بري والنائب الحريري».
ورأى رئيس الكتلة الشعبية، النائب إلياس سكاف أن بري أجهض «حصول انقلاب فريق الموالاة على الحوار»، وشكر خوجة «على مبادرته في إطلاق الموقف العادل مما تناوله الرئيس بري، نازعاً من فريق الموالاة إمكان تماديه في خطة نسف استمرار الحوار اللبناني ــــــ اللبناني».
واتهم عضو كتلة التنمية والتحرير النائب عبد المجيد صالح «فريق السلطة» بأنه «أشاع مناخاً متوتراً وأوصل الأمور إلى ما يشبه اللاعودة». وقال إن ردة فعل السفير خوجة و«التعليمات التي صدرت عن السعودية، أعادت الأمور إلى سياقها». كما رأى أن تحديد بري للثغرات و«بق البحصة» وضعا الجميع أمام مسؤولياتهم.
كذلك توقف عدد من الوزراء السابقين أمام ما حدث أول من أمس، فشكر محسن دلول السفير السعودي «لأنه وضع الأمور في نصابها، واستطاع أن يلملم الموضوع». وثمن عبد الرحيم مراد، ما ورد في مؤتمر بري وموقف السفير السعودي، وحمّل «أركان السلطة مسؤولية عرقلة أي مساعٍ للحلول. وحمّل وئام وهاب الرئيس الفرنسي جاك شيراك مسؤولية «تخريب الحل الذي كان سيحصل في بيروت(...) من خلال تحريض بعض أزلامه من فريق 14 آذار». ورأى وديع الخازن ما حصل في ساحة النجمة «مشهداً مسرحياً، بقصد استقطاب الأضواء الإعلامية في الشكل ونسف ما تم الاتفاق عليه في خلوات عين التينة».
ومن النواب السابقين نوه فيصل الداوود بمواقف بري، مشيراً إلى أنه كان «محامياً بارعاً لإنقاذ لبنان». وقال إن بيان خوجة «يؤكد أن فريق الحكم لا يريد الحل». كما أشاد خالد ضاهر بتأكيد بري على الحوار. ووصف بهاء الدين عيتاني كلامه بأنه «كبير ومسؤول.. وضع النقاط على الحروف»، ورأى في تصريح خوجة «رسالة ذات دلالات واضحة».
ورأت القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي «أن الرئيس بري أثبت أنه رجل دولة من الطراز الأول وأنه المؤتمن الحقيقي على الدستور والنظام، وأن المغامرين بمصير لبنان ومستقبل شعبه لن يكتب لهم النجاح». وحيا رئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي، «صراحته المسؤولة». كما أشاد رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا بـ«إيضاحاته».
في المقابل، اقتصرت المواقف على رئيس وأعضاء اللقاء الديموقراطي، فشن النائب وليد جنبلاط هجوماً عنيفاً على بري، مشيراً إلى أنه ليس رئيساً لمجلس النواب، بل فريق سياسي خطف المجلس. ووصف مؤتمره الصحافي بـ«الغامض جداً والمليء بالمغالطات السياسية والدستورية». واتهمه بأنه «مكلف من السوري كي يبيّض له صفحته على مشارف القمة العربية». وقال: «هناك ورقة في مكان ما كتبت وسلمت إلى المسؤولين السعوديين، فليتفضل غيري ويكشف أبعاد هذه الورقة الواضحة جداً حيال نيات الفريق الآخر الذي يضم السيد نبيه بري».
ووصف وزير الاتصالات مروان حمادة تحرك ساحة النجمة بأنه «عملية تذكيرية في المجلس النيابي تحريكاً للمؤسسات الدستورية»، ملوحاً بأنه سيتكرر بهدف الضغط لإعادة عقد الجلسات. وأكد أن الحوار سيستأنف قبل القمة العربية.
ورأى النائب وائل أبو فاعور في كلام بري «مغالطات كبرى وقضايا طرحت في غير سياقها وعلى غير حقيقتها». وانتقد طاولتي الحوار والتشاور ومحاولة البعض «إغراق البلد بدوامة حوار غير حقيقي»، ورأى أن التحرك النيابي «أثبت جدواه».
وتمنى النائب أكرم شهيب لو أن بري تحدث في مجلس النواب بدلا من عين التينة، وتوجه إليه سائلاً: «هل يريد أن يبقى المجلس النيابي معطل الدور، لتعطل كل المؤسسات ويتحول لبنان إلى منصة صواريخ لإيران؟».
وذكر النائب فؤاد السعد أن الهدف من التجمع في مجلس النواب هو «إثبات وجود وإبداء وجهة نظرنا وتمسكنا بالمادة 33 من الدستور»، نافياً وجود نية للاستفزاز. وقال: «نحن لسنا على استعداد لا للقبول بصيغة 19/11 ولا بـ 19/10/1».
كذلك نفى النائب محمد الحجار، أن يكون القصد من تحرك ساحة النجمة «تسجيل نقاط على رئيس مجلس النواب ولا على الحوار». وقال النائب محمود المراد إن خطاب بري لم يكن متوازناً وفيه «الكثير من السلبيات» مقابل إيجابيتي «استمراره في الدعوة إلى الحوار والدعوة اللاحقة لعقد جلسة المجلس النيابي». وعلق على موقف السفير السعودي بالقول: «له قراءته ولنا قراءتنا أيضاً».
(أخبار لبنان، مركزية، وطنية)