نحو خطة دفاعية عن لبنان
  • العميد الركن المتقاعد همّام أسعد

    أقول لكل الزعماء الغيورين على سيادة لبنان وعزّته، إن الحرب لم تنته، وحالة العداء والرغبة في الانتقام عند الاسرائيليين تعاظمت، فلا تهدروا الوقت بالشعارات الفارغة والمطالبات التي لا تجدي نفعاً عند اناس عاهدوا الله على بذل دمائهم وأرواحهم فداء للوطن وترابه المقدس، وعاهدوا شعبهم الصامد على بذل الغالي والرخيص لعون حقه في البقاء على ارضه عزيزاً كريماً.
    لقد اكتفينا، وآن الأوان لتقوموا بخطوات شجاعة ترقى بكم الى مستوى المسؤولية حيث نريدكم ان تكونوا بحق. وكفّوا عن مهاجمة سلاح المقاومة الذي هو عزكم وشرفكم، وابدأوا البحث في استراتيجية دفاعية يمكنها ردع العدو عن التفكير في تكرار اعتداءاته على لبنان واجعلوا اول ما يبحث في هذه الاستراتيجية، اجراء دراسة شاملة لآلة الحرب الاسرائيلية تحدد على اساسها كل الأسلحة المضادة التي يجب تحقيقها، والخطط التي يجب وضعها، لنتمكن في الحروب القادمة من شل مواطن القوة ومواقع التفوق عند هذا العدو، وخاصة في مجال سلاح الجو الذي بقي دون رادع، مما ادى الى هذا الدمار الهائل على امتداد الوطن. ولولا ذلك لاستطاع لبنان الصغير بمساحته، والعملاق بمقاومته من فرض شروطه على اسرائيل وعلى من دفعها الى العدوان عليه، وزودها بالصواريخ الذكية.
    يجب ألا ننسى الحاجة الى الاستفادة من القدرة الصاروخية المتوفرة لدى المقاومة لما مثّلته من قوة رادعة احدثت توازناً في الرعب وجعلت الشعب الاسرائيلي لاول مرة يعاني الخوف الذي فرضوه على شعوبنا على مر التاريخ.
    اما على صعيد القوات البرية، فمن المهم جداً العمل على انشاء افواج من القوات الخاصة، يتم تدريبها للقتال بأسلوب لمقاومة بمفارز صغيرة حسب طبيعة الارض وتكون نواتها من ابناء القرى الحدودية حيث تتوفر العقيدة القتالية المبنية على الايمان بقدسية التراب الوطني.
    محاولة السفير فيلتمان اقناع بعض الزعماء المنصاعين لاوامره في السلطة، بزيادة عديد الجيش، وتزويده العتاد والعدة، فذلك كلام فارغ، الهدف منه إبعادهم عن المطالبة بسلاح صاروخي يكون رادعاً لتفوق اسرائيل الجوي والمدرع، وليعلم هو وقادة ادارته العسكريون، ان زيادة العديد والعتاد لا يؤدي في ارض المعركة، الا الى مزيد من الخسائر في البشر والعتاد، فضلاً عما تحدثه طروحاته المشوبة بالخبث، ومحاولة اثارة الفتنة، من خلاف بين مختلف الفئات اللبنانية، خاصة أن هناك من اضطر الى التنديد بالعدوان خجلاً ورياء، ثم عاد سريعاً الى اصله وقبل انتهاء الحرب، ليرتمي من جديد في احضان امه الحنون كوندي.
    فليجرؤ دولة الرئيس السنيورة، وإني اتحداه في حبه للبنان ورغبته في الدفاع عن سيادته وصون استقلاله، فليجرؤ ويطلب من المعجبين به والقلقين عليه: جورج بوش وجاك شيراك، تزويد الجيش اللبناني بشبكة صواريخ مضادة للطائرات، وللبنان الحق في ذلك اسوة بكل دول العالم التي تود الحفاظ على سيادتها بالفعل لا بالشعارات الجوفاء، وإن اية قوة دولية ترفض تزويدنا بمقومات الصمود والدفاع، هي قوة معادية، تمنحنا من الذود عن وطننا ويجب بالتالي التعامل معها على هذا الاساس، وهي بذلك لا تحرمنا من حقنا في الدفاع عن انفسنا فحسب، بل تزود العدو بآلات دمارنا وقتل شعبنا بأخطر الاسلحة وحشية، ثم تجود علينا بثمن التوابيت لدفن شهدائنا، والدواء لمعالجة جرحانا الذين لم تُكتب لهم الشهادة، وصناديق المواد الغذائية التي انتهت صلاحية معظمها، تذل بها مؤسسات الدولة للاغاثة نازحينا، هذا اذا وصلت اليهم، ولم توزع على محاسيب السلطة ومؤسساتها الدينية والمدنية لإرضاء المهللين لها.
    محاسيب السلطة، غضبوا لعدم اشراكهم في قرار الحرب، وقد نشرككم في قرارات الحروب القادمة ان شاء الله ان عدتم الى رشدكم، وأثبتّم حسن نياتكم، لأن هذا الوجود السرطاني في قلب الامة العربية والاسلامية التي فقدت ثقتها بكم ولم تلق منكم سوى الغدر، والتبعية للأجنبي، هذا السرطان لن يهدأ وستستمر المؤامرات الاميركية بالعمل على تغيير معالم الشرق الاوسط، وستتعاظم الحرب على الاسلام، تحت ستار محاربة الارهاب، وقد رأيتم كيف لم يستح السفاح جورج بوش من وصفنا بالمسلمين الفاشيين، قاتل الفساد والاطفال والشيوخ هذا، لا يستحي من وصفنا بالارهابيين لمجرد اننا نمارس حقنا في الدفاع عن عزتنا وكرامة اوطاننا.