جورج شاهين
طغى مضمون المؤتمر الصحافي للرئيس نبيه بري، الثلاثاء الماضي، على الحركة السياسية في اليومين الماضيين، لا سيما في أوساط الأكثرية التي جهدت لمواجهة «العاصفة» التي احدثها كشف رئيس المجلس عناصر غامضة رافقت المفاوضات الثنائية في عين التينة.
ويعترف اكثر من مسؤول «اكثري» بأن بري نجح في إحداث عاصفة سياسية تجاوزت ما كانوا يتوقعونه، بخاصة بعد بيان السفير السعودي عبد العزيز خوجة الذي رأى هؤلاء انه «هو الذي بق البحصة» بدلاً من بري. لذلك جهدت الأكثرية لتنظيم الرد عليه وسجلت حركة مشاورات واسعة بين اعضائها في هذا السبيل. وهكذا، وفي هذا الاطار، يقول احد اركان الأكثرية ان بري «كشف جانباً من الحقائق وتجاهل أخرى لها اهميتها، ان لم تكن اهم بكثير، خصوصاً تلك التي تتصل بالورقة التي سلمه اياها سعد الحريري وتتضمن المراحل المقترحة للحل بعناوينها الأساسية الأربعة والتي تبدأ بإقرار المحكمة الخاصة بلبنان والتزام الموافقة المسبقة على تعديلات طفيفة وشكلية لا تتناول البنود ـــ المفاصل فيها، وثانيها حكومة جديدة وفق معادلة 19 + 10 +1، وثالثها الاسراع في ترتيب انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ورابعها العودة الى المؤسسات عند اكتمال عقدها الجديد».
وتضيف مصادر أخرى في الأكثرية أن البرنامج الذي تحدث عنه بري لا يمكن ان يكون انطلاقة سليمة للحل «لأن بري كان يحلم بأن يأخذ منا حكومة وفق معادلة 19 + 11 كاش ليعطينا محكمة على الشجرة، وقد ابلغنا بري والسفير خوجة اننا نريد محكمة في جيبنا قبل كل شيء، لأن الحديث عن التزامن لم يعد مطمئناً على الاطلاق، فالتجارب علمتنا أن نتعاطى «كاش مقابل كاش»، وبعد المحكمة نفتح باب المفاوضات وفق الصيغة التي يريدها بري ونصر الله وعون وارسلان وكل من يرغب في الدخول على خط المفاوضات».
وأردفت: «ان الحديث عن ثلث ضامن سيبقى وهماً بعيد المنال، وإننا لن نعطيه اليوم لحزب الله الشيعي، لأننا إن فعلنا، فسنضطر الى اعطائه غداً الى ابن الله الماروني وبعده الى اخ الله الدرزي؟ وليفهم الجميع أن الثلث الضامن الذي يكرس الفدرالية الطائفية والمذهبية كان من بنود «المرحوم» الاتفاق الثلاثي وليس في اتفاق الطائف».
ورأت هذه الأوساط ان المشاورات الأخيرة التي انتجت هذا الموقف افضت الى اعتبار أن الحصول على المحكمة وحده يحدث التوازن المطلوب مع النظام السوري «وإذا لم نحصل عليها فستبقى الساحة مكشوفة للاغتيالات التي يديرها هذا النظام».
وعن مضمون تصريحي السفير السعودي في بيروت، قللت المصادر من اهمية أن يستدرج صحافي «الآدمي والانسان الطيب السفير عبد العزيز خوجة ليقول كلاماً طيباً في مؤتمر بري، والمهم أن السعودية اكدت وتؤكد انها على مسافة واحدة من الجميع، فهم من اصدقائنا وليس هناك صديق يستطيع ان يفرض علينا ما لا يتلاءم مع مصالحنا، وما يتناقض مع سيادة لبنان خصوصاً في ما يتعلق بتنفيذ القرارات الدولية وفي مقدمها القرار 1595 الذي يقول بالمحكمة الدولية لوقف مسلسل القتل».
وختمت المصادر كاشفة أن قراراً نهائياً اتخذ بالاعتصام كل يوم ثلاثاء في ساحة النجمة «لنطالب بري بفتح ابواب المجلس وفتح الدورة العادية، وعقد جلسات تشريعية لبت النظام الداخلي للمحكمة وغيره من مشاريع واقتراحات قوانين، فالنواب يتقاضون رواتب نهاية كل شهر وعليهم واجبات ولا يجوز ان يحتفظ بري بمفتاح قاعة الجلسات. وإلى متى يستطيع أن يتحمل دعواتنا الأسبوعية من دون أن يلبيها؟»