عنجر ــ نقولا ابو رجيلي
خلال احتفال الصليب الأحمر الدولي بتدشين تأهيل محطة مياه شمسين في عنجر أمس، التي تؤمن المياه لأكثر من 15 قرية بقاعية، خرج من بين حضور الحفل الرسمي الشيخ مناع المهنا (عشيرة عرب الحروك في البقاع) واعتلى منبر الكلمات مطلقاً صرخة شاكياً أن حوالى عشرة آلاف شخص لا تصلهم مياه الشفة في بلدتي الفاعور وشهابية الفاعور، على الرغم من أن قساطل مياه شمسين تمر عبر البلدتين.
مطلب الشيخ مناع طغى على حفل تقديم «هبة» الصليب الأحمر الدولي بمناسبة اليوم العالمي للمياه، إذ إن تركيب مولد الكهرباء (بقوة 810 KVA) وتأهيل 9 محطات لضخ مياه لم تصل بعد إلى قرى عشيرة الشيخ مناع. فتكلفة المشروع وصلت إلى 180 ألف دولار أميركيالحفل الذي أقيم في مركز محطة مياه شمسين ــــــ عنجر، حضره ممثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي في لبنان «جوردي رايك» والمدير العام لمصالح المياه في البقاع بالتكليف عباس الموسوي ورئيس مجلس إدارة مؤسسة مياه البقاع الدكتور أنطوان معلوف، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة المياه في الجنوب المهندس أحمد نظام، وحشد كبير من رؤساء ومخاتير البلدات التي تستفيد من المحطة ومسؤولين وموظفين في مصلحة مياه شمسين.
وأثنى الدكتور أنطوان معلوف في كلمته على دور الصليب الأحمر الدولي والمساعدات التي يقدمها على الصعد الصحية والاجتماعية، مشيراً إلى أن المياه هي خدمة لا سلعة، متمنياً على الجميع، وخاصة المستفيدين من المياه المساعدة على التخفيف من الهدر والمبادرة إلى دفع المستحقات المالية المتوجبة عليهم للمؤسسة لتأمين الاستمرارية في العمل.
وركّز الموسوي على المعاناة المزمنة التي يعيشها المواطنون في البقاع وتفاقمها بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان والضرر الذي لحق بجميع القطاعات، ومنها المياه. وأشار إلى أن هناك «ورشة عمل لتأمين أكبر عدد من المشاريع بالتعاون مع الهيئات الرسمية وبتمويل من البنك الدولي من خلال روزنامة لتأمين المياه بشكل أفضل للمواطنين».
وأشاد المهندس أحمد نظام بجهود الصليب الأحمر الدولي الذي كان المبادر الأول لتأمين المياه في الجنوب خلال العدوان وبعده، مؤكداً أن لبنان سيقوم باستغلال كل ملليمتر مكعب من المياه.
وركز ممثل الصليب الأحمر جوردي رايك على أهمية المياه في حياة الإنسان والموارد الطبيعية، موضحاً أن هناك مليار نسمة في العالم يعانون صعوبة الحصول على المياه. وما يزيد المعاناة، الحروب والنزاعات في أكثر من منطقة في العالم، وإن 800 من الاختصاصيين في حقل المياه يقومون حالياً بجهود لمعرفة الأسباب التي تحول دون وصول المياه إلى الشعوب، مشيراً إلى وجود خطة لإعادة تأهيل جميع المؤسسات لتأمين المياه إلى محتاجيها.
وعلى المستوى اللبناني أوضح رايك أن اللجنة قامت بتأمين المياه لحوالى 400 ألف مواطن من خلال تأهيل 80 مشروعاً بالرغم من الصعوبات التي واجهتها وتم تذليلها بمساعدة جميع الهيئات الرسمية والمدنية.
وأوضح الاستشاري في الصليب الأحمر الدولي ناجي قربان لـ«الأخبار» أن اللجنة ستقوم بحفر بئر ارتوازية بالقرب من محطة مياه شمسين، إضافة إلى تقديمات، حيث ستصل المبالغ المالية الإجمالية إلى 300 ألف دولار، مضيفاً أن مجموع المساعدات التي قدمت على جميع الأراضي اللبنانية بعد حرب تموز بلغت حوالى 3 ملايين دولار أميركي.