رعد نقل إليه تحيات نصر الله... وأكد أن المعارضة قدّمت أقصى التنازلات
أكّد رئيس الجمهورية العماد إميل لحود أهمية إعطاء المزيد من الفرص للمساعي الجارية في إطار معالجة الوضع السياسي المأزوم، وضرورة استمرار الحوار بين الموالاة والمعارضة لـ«الوصول الى اتفاق بشأن النقاط المطروحة»، من دون «وضع العصي في الدواليب»، لأن «التصلّب في المواقف لا يخدم مصلحة لبنان الذي يواجه ضغوطاً إقليمية ودولية، الأمر الذي يفترض توافقاً بين اللبنانيين».
وخلال لقائه وفداً من «كتلة الوفاء للمقاومة» ترأسه النائب محمد رعد، وضمّ: الوزير المستقيل النائب محمد فنيش، النواب: حسن حب الله وحسين الحاج حسن وعلي المقداد، والأمين العام للكتلة سليم رشيد، أشار لحود الى أن بعض ردود الفعل التي صدرت خلال اليومين الفائتين جاءت ترجمة لـ«رغبة الفريق المتضرّر من التوافق في عرقلة كل محاولة تهدف الى تقريب وجهات النظر بين اللبنانيين، وتأمين المشاركة الحقيقية في صنع مستقبل البلاد».
وإذ لفت الى أن تطوّر الأحداث، خلال الأشهر الماضية، أكّد «صوابية الموقف الذي التزمه لبنان في مختلف الاستحقاقات التي واجهته، لا سيما في موضوعي التمسك بحق عودة الفلسطينيين ورفض توطينهم، وحماية المقاومة الوطنية من المؤامرات التي تستهدفها»، مؤكداً عدم صوابية الاستقواء بالخارج في فرض الخيارات والتوجهات، لأن «التجارب أظهرت أن قدرة الممانعة لدى اللبنانيين كبيرة، خصوصاً إذا ما ارتكزت على الحق الذي يعلو ولا يعلى عليه».
وإثر اللقاء، لفت رعد الى أنه نقل الى رئيس الجمهورية تحيات الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، مشيراً الى أن الآراء كانت "متفقة على استمرار التفاؤل، لأن الحوار هو السبيل الوحيد لإخراج لبنان من أزمته الراهنة، رغم كل القنابل الصوتية التي تصدر من هنا وهناك»، مؤكداً أن "العدّ العكسي للمشروع الذي كان يريد فرض الوصاية على لبنان، عبر توظيف بعض الأوضاع المحلية، قد بدأ ولا يمكن أن ينطلق صعوداً بعد الآن».
وعن مشاركة لبنان في أعمال القمة العربية، ذكّر رعد بأن الدعوة الرسمية وجّهت الى رئيس الجمهورية الذي «يمثل البلاد في قمة الرؤساء والملوك»، و«من حق المملكة العربية السعودية أن تدعو من تشاء كضيف يحضر المؤتمر».
وعما قدّمته المعارضة للوصول الى حلّ للأزمة القائمة، أكد رعد أنها «قدّمت أقصى التنازلات الممكنة»، مضيفاً: «لقد تجنّبنا الخوض في الانتخابات النيابية المبكرة ووضعنا هذا الأمر جانباً، وأكدنا جدية وجود ملاحظات أساسية على نظام المحكمة تدرس حين يقبل الطرف الآخر بمشاركتنا».
ومؤكداً أن حوار عين التينة «سيستأنف»، وأن «ما طرحه الرئيس بري، في مؤتمره الصحافي، هو الجاهز والمطلوب»، و«إذا لم يوفّق الطرفان في الوصول الى إنجاز ما قبل القمة، فسيعاود الحوار بعدها بوتيرة مختلفة»، اعتبر رعد، أن الذي يضيع الفرصة التاريخية لإنجاز التسوية «يعمل على تضييع الوقت على لبنان واللبنانيين». وعن كلام النائب وليد جنبلاط عن ازدواجية المعارضة في تعاملها مع الأمور، اكتفى رعد بالقول: «لا تعليق».
من جهة ثانية، عرض رئيس الجمهورية آخر المستجدات السياسية مع الأمين العام لـ«حركة النضال اللبناني العربي» النائب السابق فيصل الداوود الذي رأى أن موقف لحود «كشف، بالتوازن مع موقف رئيس مجلس النواب، التآمر الذي يحاك من أجل إفشال الحوار وتأزيم الوضع السياسي، لأن المخططات الخارجية تملي على بعض القياديين تعطيل الحل والوصول بالبلاد الى ما يسمى بالفوضى البنّاءة».
واستقبل لحود رئيس «تجمع الأطباء في لبنان» الدكتور غسان جعفر ووفداً من آل عقل وخنيصر شكره على مواساتهم بمصابهم الأليم.