أمل وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الاوسط كيم هاولز، بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، عودة الوزراء المستقيلين الى الحكومة. فيما رأى بعد زيارته النائب سعد الحريري انه على «هؤلاء الوزراء» أن «يعيدوا النظر في موقفهم وأن يعودوا الى الحكومة». وقال ان لبنان «عانى كثيراً عواقب استعمال عدد من الدول لأراضيه للقيام بحروب بالواسطة»، ومن «الاستعمال الخارجي لبعض الافرقاء الذين يقيمون دولة داخل دولة».وكان هاولز قد زار بري أمس مع الوفد المرافق له وسفيرة بلاده فرنسيس غاي، في حضور مسؤول العلاقات الخارجية في حركة «أمل» علي حمدان. ونقل عنه تأكيده مجدداً «أن الحكومة الحالية، غير شرعية بسبب استقالة الوزراء الستة»، وإعلانه أنه "اذا تم الاتفاق وأصبح ناجزاً فإن هؤلاء الوزراء سيعودون الى الحكومة». وقال هاولز إنه شدد خلال اللقاء «على الاهتمام الذي يوليه عدد من الدول الاوروبية للحوار الجاري حالياً في لبنان للوصول الى اتفاق قبل القمة العربية»، معتبراً أن العملية «صعبة جداً لكنها ضرورية للغاية». وأعرب عن اعتقاده بأنه «لا يزال هناك بعض الامل في الوصول الى اتفاق قبل القمة»، مبدياً الاستعداد للمساعدة «في أي طريقة ممكنة».
كما شدد على ضرورة وجود طريقة للتقدم بالمحكمة ذات الطابع الدولي «وهو أمر يجب ان يأخذ مجراه». وقال «إن العالم أجمع والشعب اللبناني يتطلعان الى سوق المجرمين الى العدالة، وهذا يعطي لبنان إحساساً بأنه دولة ذات سيادة وليست تحت سيطرة أي دولة».
ثم زار رئيس كتلة «المستقبل»، ووصف اللقاء بأنه مهم جداً، معلناً ان الحريري أطلعه «على قلقه المستمر من النفوذ الذي تمارسه سوريا على المفاوضات (بين الحريري وبري) وعلى الحياة السياسية اللبنانية في شكل عام»، ناقلاً عنه تخوفه من «أن سوريا القلقة على موقعها، التي تبدو ملاذاً للإرهاب، ستتصدى لأي نهاية ناجحة لهذه المفاوضات. بمعنى آخر كان تقويماً متشائماً لإمكان قيام استقرار وتوافق في المستقبل».
وحض على بذل «المزيد من العمل الجدي وإضفاء الحيوية على المفاوضات»، مكرراً أن «هذه أوقات صعبة جداً يحتاج فيها الشعب اللبناني الى قيادة»، معتبراً أن «رئيس مجلس الوزراء مستعد لتأدية هذا الدور، وهناك كثيرون ممن يملكون النيات الحسنة في هذا البلد، والذين يرغبون في رؤية السلام والمصالحة في المستقبل».
واذ أعلن أن بلاده ستستمر «في القيام بكل ما في وسعها للمساعدة في بناء سلام دائم في هذا البلد»، قال: «إن لسوريا تاريخاً طويلاً من التدخل في الشؤون اللبنانية، وقد عانى الشعب اللبناني ولبنان الكثير من عواقب استعمال العديد من الدول لاراضيه للقيام بحروب بالواسطة. اعتقد ان اللبنانيين ضاقوا ذرعاً بهذا الأمر، وبدا ذلك واضحاً جداً من خلال الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية الى جانب دول اخرى ومنها بلادي». وكرر ان لبنان «عانى الكثير جراء الاستعمال الخارجي لبعض الافرقاء الذين يقيمون دولة داخل دولة»، معتبراً «أن الوقت حان لوقف ذلك»، وقال: «كفى هذا البلد عنفاً طائفياً. إننا نود ان نراه متحرراً من أي تدخل خارجي بحيث يستطيع ان يدير شؤونه بنفسه كما يراها مناسبة».
كذلك زار هاولز أمس قائد الجيش العماد ميشال سليمان، ترافقه غاي والملحق العسكري المقدم ستيفن اندروز.
(وطنية)