اتهم رئيس الجمهورية إميل لحود الرئيس جاك شيراك ورئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري بأنهما يريدان إظهار النتيجة التي يرغبانها في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ولو أنها ليست الحقيقة. وأشار إلى أن رئيس الهيئة التنفيذية لـ«القوات اللبنانية» سمير جعجع يسوّق نفسه لرئاسة الجمهورية، لكنه «ذهب الى الجهة غير الفاعلة».مواقف لحود جاءت خلال مقابلة مع صحيفة «عكاظ» السعودية، أعرب خلالها عن أمله في أن «تكون القمة العربية التاسعة عشرة في الرياض فرصة للبحث في الأزمات التي يعانيها عالمنا العربي، ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة لها لتكون فعلاً على قدر تطلعات شعوبنا وآمالهم»، معتبراً أن «إسرائيل تقف وراء كل ما يجري في المنطقة بهدف إبقائها على فوهة بركان»، وكرر موقفه الرافض للتوطين.
وأشار إلى أن «الورقة اللبنانية إلى قمة الرياض ستشدد على أهمية التضامن والوحدة العربية. وبالنسبة إلى المشكلة اللبنانية لفت الى «أن التدخلات الخارجية ولا سيما الفرنسية والأميركية أتت لتحريض طرف على آخر، وهذا ما جعلها تتفاعل وتتفاقم حتى وصلت الى مرحلة حرجة، وهو ما حدا ببعض الدول الشقيقة والصديقة وعلى رأسها المملكة العربية السعودية وجامعة الدول العربية الى أن تقوم بمبادرات مشكورة لرأب الصدع».
ورأى أن بداية الخطوات لحل الأزمة يجب أن تكون بتأليف حكومة وحدة وطنية، داعياً الى الإسراع في هذا الأمر «لأنه لا يمكن تسليم المسؤولية الى حكومة غير موجودة لأنها فاقدة للشرعية وغير دستورية»، وقال: «نحن نريد حكومة وحدة وطنية لتستقيم الأوضاع من دون الاستقواء بالخارج ولن أرضى بأي شيء يخالف الدستور». ودعا إلى «تفاهم جميع اللبنانيين على اختيار رئيس جديد، إذ لا يمكن فرض شخص على قسم منهم».
وعن مطالبة رئيس الهيئة التنفيذية لـ«القوات اللبنانية» سمير جعجع بوجوب مغادرته قصر بعبدا، قال: «أفهم السبب الذي يدفع بالسيد جعجع إلى مهاجمتي، ويتلخص بأن حلم احتلاله قصر بعبدا الذي يراوده في اليقظة، أصبح يعمل له بشكل علني ولكنه ذهب على ما يبدو إلى الجهة غير الفاعلة في هذا المجال. فبدل أن يعمد إلى استقطاب أصوات اللبنانيين، حاول تسويق نفسه في فرنسا وتحديداً في الإليزيه، لكنه وصل متأخراً بعض الشيء، إذ إنه لم يعلم بعد على ما يبدو أن الرئيس الفرنسي بات على بعد أيام فقط من مغادرة المنصب».
ورداً على سؤال عن المحكمة ذات الطابع الدولي، أشار لحود إلى أنه «مستهدف من النائب سعد الحريري ومن وسائل إعلامه وعدد من السياسيين الذين يدورون في فلكه على الصعيد الشخصي، وقال: «يبدو أن النائب الحريري أقنع نفسه، أو تم إقناعه، بأن لي علاقةً ما بما حصل لوالده فأخذت الأمور منحى شخصياً. وتوافق كما يظهر مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك على استهدافي علّ هذا الأمر يشفي غليلهما ويؤمن لهما الانتقام فيرتاحان عندها». واعتبر أنه «إذا استمر النائب الحريري وحليفه الرئيس الفرنسي في السير على الخط نفسه، فهذا يعني تأجيل كشف الحقيقة وكشف ملابسات الجريمة. فهما يريدان، وبالقوة، إظهار النتيجة التي يرغبان فيها ولو أنها ليست الحقيقة».
ورأى أن موقف وزير العدل شارل رزق من موضوع المحكمة وغيره من المواضيع المتصلة بعمله في الوزارة، كان موقفاً ملتبساً نتيجة طموحاته السياسية، وهو يتحمل مسؤولية كبرى في ما آل إليه الوضع».
(وطنية)