صور ـ عـلي عطوي
«الشعب الطيّب موجود في أيّ مكان، والناس بإمكانهم التعاون في ما بينهم أينما كانوا، بغضّ النظر عن الموقف السياسي لحكوماتهم». إنه خلاصة ما توصّل إليه آدم كونز القادم من واشنطن إلى جنوب لبنان، في إطار مهمّة إنسانيّة واضحة، تقوم بها منظمة التنمية والإغاثة الدوليّة، وهي منظمة غير حكومية مقرّها واشنطن.
وتعمل هذه المنظّمة في عشر بلدات من قرى قضاء صور، وتقدّم تعويضات لأصحاب المصالح الصغيرة المتضررة من العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان، وتنقل الخبرات للمزارعين وتتوجّه لهم بالنصائح والإرشادات، فالأمر بحسب المدير الإقليمي للمنظمة لي هارت «لا يتعلّق بالتعويضات الماديّة والعينيّة فقط، لأنّ هذه قد تنضب بعد فترة قليلة، أما اكتساب الخبرات والتدريبات فهو الذي يؤمّن المدخول باستمرار».
وفي هذا الإطار، تستفيد فئة الشباب من دورات التأهيل والتدريب المهني، «التي تساعد في إمكان الحصول على عمل وتحسين المدخول».
ويشير لي إلى «أنّ المستهدف من هذه الدورات، هم أولئك العاطلين عن العمَل والذين ليس لديهم أيّ اختصاص». ويتابع: «إنّ إراداتنا تحملنا على الاندفاع في العطاء أكثر، لكنّ الإمكانيات المالية المحدودة تمنعنا من ذلك».
وتساعد المنظمة في إعادة بناء البنى التحتيّة المدمّرة للبلدات العشر، وهو المشروع الذي يرى فيه آدم، الحجر الأساس لتطوّر مستقبلي، «فاتساع الطريق معناه أنّه سيسلكها عدد كبير من الناس، وبالتالي ستصبح هناك حركة اقتصاديّة نشطة، تولّد فرص عمل جديدة، وهذا سيؤدي إلى تطوّر المجتمع وتحسينه». ويضيف: «المجتمع المحلّي هو المعني الأوّل بهذا الأمر، لأنّه سيعود عليه بالفائدة».
تقول مديرة الإغاثة والطوارئ في المنظمة كايت زممن: «إنّها المرّة الإولى التي تطأ فيها قدماي أرض لبنان، لكنّ لديّ انطباعاً جيّداً من خلال التفاعل مع المجتمع المحلّي، الأمر الذي دعانا لنبقى فترة أطول ونقدّم مشاريع أكبر».
أمّا لي فإنّه يكرر ما سمعه من مختار بلدة زبقين: «لا فرق بين أميركي ولبناني، فالأمر لا يتعدّى أكثر من كونه إنساناً يساعد أخاه الإنسان ويمدّ له يد العون».