المنية ـــ عبد الكافي الصمد
بعد الحادثة التي تعرّض لها مطلع شهر كانون الأول الماضي على يد عدد من الشباب الذين اشتبه بأنهم من مناصري «تيار المستقبل»، وما أعقب ذلك من إصدار مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني قراراً منعه بموجبه من إلقاء خطب الجمعة والاكتفاء بإمامة المصلين فقط، جرت محاولة اعتداء جديدة على إمام مسجد المنية الكبير وعضو مجلس أمناء «تجمع العلماء المسلمين في لبنان» الشيخ مصطفى ملص يوم الجمعة الفائت. وأوضح ملص لـ«الأخبار» أن «مجموعة من الأشخاص معروفة بالأسماء تجمعت قبل صلاة يوم الجمعة الفائت، وهم يبيّتون نيّة التعرض لي، الأمر الذي أدى إلى انتشار عدد من عناصر الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في محيط المسجد، بعدما وصلتهم أخبار مسبقة على ما يبدو عمّا يتم التحضير له، في الوقت الذي كنت أؤدي فيه صلاة الجمعة في طرابلس، من غير علمي بما يحدث». ولفت ملص إلى أن الحادثة، برغم عدم تجاوزها هذا الحدّ، استدعت اتصالات عدة أجريت مع بعض مسؤولي «تيار المستقبل» في المنية، تم تنبيههم فيها إلى أن «أي خطوة أخرى من هذا القبيل لن تمرّ على خير، إضافة إلى أنّ دعوى قانونية سيتمّ رفعها إلى الجهات المعنية ضد كل من يشارك أو يحرض على هكذا اعتداء».
وبرغم أن أغلبية مسؤولي التيار تبرأوا من الموضوع أو من المشاركين فيه، فإن عائلة آل ملص عقدت اجتماعاً موسعاً، حذّرت بعده، في بيان لها صدر يوم أمس، من أن «أي تعرّض أو إساءة أو تعدّ على شخص الشيخ مصطفى ملص يمسّ العائلة بأسرها، ويمسّ كرامة المنية، ويسيء إلى واقعها ومستقبلها».
وفي مقابل ذلك، نفى منسق «تيار المستقبل» في المنية علي غزاوي علمه بالحادثة، أو علاقة التيار بها، داعياً في اتصال مع «الأخبار» الشيخ ملص إلى «تسمية من حاول الاعتداء عليه، والادّعاء عليهم أمام القضاء »، رافضاً إلصاق التهمة بـ«تيار المستقبل»، مفترضاً احتمال «وجود طابور خامس يهدف إلى إثارة البلبلة»، وموجهاً الدعوة إلى الشيخ ملص وغيره من أجل «التواصل والتحاور حفاظاً على مصلحة المنية، وعدم إدخالها في زواريب الخلافات العائلية والسياسية».