atrong>راجانا حميّة
خبز وعلم وحرّية، ثلاثة شعارات تواجه خطر «الانقراض» من الجامعة اللبنانية لأسبابٍ ساهم فيها الطلّاب أنفسهم، وتتعرّض للانتهاكات منذ ما بعد «إطاحة» الاتّحاد الوطني لطلّاب الجامعة. خبز وعلم وحرّية، أو ما تبقّى من الشعار، دفع بقطاع الشباب والطلّاب في «حركة الشعب» إلى رسم الخطوة الأولى على طريق استعادة الدور الريادي للجامعة الوطنيّة، فأطلق الحملة الأولى «خبز وعلم وحرّية» لإنقاذ الجامعة اللبنانيّة. لم يكن اختيار التسمية وليد الصدفة، على رغم أنّ العمل على العنوان استغرق وقتاً أطول من البرنامج. وفي اعتقاد رئيس القطاع بلال طي أنّ «ردّة الفعل الأولى على النشاط تبدأ من جدّية العنوان وتضمينه التفاصيل كافّة». وقد اقتبس طلّاب «حركة الشعب» عنوان الحملة التي تبدأ نشاطها اليوم من «الصرخة الأولى التي شهدت ولادة الاتّحاد الوطني والصرخة الأخيرة التي أجهضته». ويسعى الطلّاب إلى تخفيف نسبة البطالة في صفوف الخرّيجين وتوسيع هامش الحرّيات العامّة داخل كلّيات الجامعة وإعادة الدور الريادي للجامعة الوطنية في منافسة المؤسسات الأكاديميّة الخاصّة.
ينقسم مشروع قطاع الطلّاب في الحركة إلى شقّين أساسيين، يرتكز الشق الأوّل على كتيّب خاص يناقش مشاكل الجامعة انطلاقاً من ثلاث نواحٍ. فمن الناحية الأكاديمية، توجّه الحملة «دعوة رسميّة» إلى المسؤولين في الجامعة وفي «الدولة» لتدعيم الجامعة وتوسيعها وفتح الكلّيات التطبيقيّة فيها والتطوير المستمر للمناهج التعليميّة وإعداد كادرات تعليميّة كفوءة وتوفير رواتب لائقة للأساتذة تجعلهم يتفرّغون للتعليم. وتدعو الحملة إلى «تسعير» الكتب الجامعية بما يتناسب مع الأوضاع المعيشيّة للطلّاب واعتماد البطاقة الجامعيّة لكل طالب حتى تساعده في مصاريفه، إضافة إلى إعادة إحياء الاتحاد الوطني وزيادة الموازنة المخصّصة للجامعة و«تطهيرها» من المفسدين في الإدارة ومن هيمنة الأحزاب في مجالس الفروع.
أما على مستوى الحرّيات الطالبية، فتحاول الحملة رفع مستوى الوعي وخلق رأي عام طالبي متجانس وإلغاء جميع النصوص والتشريعات التي تقيّد حرّية العمل الطالبي والوطني، إضافة إلى حماية الجامعة ومنع رجال الأمن والاستخبارات من الدخول إليها وملاحقة الطلّاب.
واحتلّ «إلغاء الطائفيّة السياسيّة» سلّم الأولويات في الشق السياسي، كشرطٍ أساسي لتحقيق السيادة والديموقراطيّة والحريّة في المجتمع الطالبي. وتخطّى الطلّاب في هذا الشق «السور الجامعي»، عبر المطالبة بإقرار قانون انتخابي نيابي خارج القيد الطائفي والعمل على تطوير ثقافة المقاومة وتحسين العلاقة مع سوريا لمواجهة المشروع الأميركي ــ الصهيوني ومتطلّباته. وطالبوا بتحقيق العدالة الاجتماعيّة وتثبيت هويّة لبنان العربية ودعم النضال ضدّ الاحتلال والأنظمة الديكتاتوريّةwصايات المختلفة.
تنطلق الحملة في الفروع الأولى لكلّيات العلوم، إدارة الأعمال، الحقوق، الإعلام، السياحة والصحّة. وتوزع خمسة ملصقات ترتكز على صورة لأوّل تظاهرة طالبية في الخمسينيات، تذيّلها في الأسفل أربعة أسئلة «أين تطوير المناهج؟ أين فرص العمل للخرّيجين؟ أين مكافحة الفساد؟ أين حق الطالب في مختبرات حديثة؟»، وسؤال خامس إضافي يسرد تفاصيل موازنة الجامعة من عام 1974 وصولاً إلى 2006 «تاريخ حرمانها إياها». ويختم قطاع الشباب السؤال الأخير بالمطلب «الوحيد... خبز وعلم وحرّية».
ويرتكز الشق الثاني من الحملة على تخصيص يومٍ يجوب خلاله طلّاب «الحركة» شوارع المحافظات الخمس لجمع التبرّعات. ويساهم قياديّو الحركة في حملة التبرّعات ببيع بعض كتبهم، ويخصّص الفنّان رفيق علي أحمد جزءاً من عائدات مسرحيّة «جرصة»، لشراء معدّات للجامعة اللبنانيّة.
يذكر أنّ مشروع «خبز وعلم وحرّية» سيكون برنامج الحركة في الانتخابات الطالبية. وفي هذا الإطار، يشير طي إلى «أنّ المجال مفتوح أمام بقيّة الأطراف شرط التوقيع على كل بنود البرنامج».