فاتن الحاج
يفتقر معظم الشباب اللبناني إلى المعلومات الخاصة بالسلوك الجنسي والتغيرات الجسدية والنفسية في سن البلوغ. يميل الشباب إلى استقاء معلوماتهم من الأهل، فيما لا يملك هؤلاء المهارات اللازمة لنقل المعلومات إلى أبنائهم. هذا على الأقل ما توصلت إليه بعض الأبحاث الميدانية لمشروع الإعلام والتثقيف والاتصال في مجال الصحة الإنجابية المنفذ عبر وزارة الشؤون الاجتماعية، بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان. وفي دراسة حديثة أجريت في لبنان أنّ نسبة كبيرة من الشباب يجهلون كل ما يتعلق بأمراض الجهاز الإنجابي، ما عدا مرض السيدا، وأنّ حوالى 12% فقط أشاروا إلى أنّ الامتناع عن القيام بعلاقات جنسية هو وسيلة للوقاية منها. كما تظهر دراسة أخرى أنّ 33% فقط من الشباب يستطيعون تحديد المفهوم الصحيح للصحة الإنجابية، وأنّ 55% منهم لفتوا إلى عدم الحصول على اهتمام مناسب من مقدمي الخدمات (الأهل، الأساتذة، الأطباء، الأصدقاء والإعلام...)، وإن حصلوا عليها، فالخدمات لا تلائم حاجاتهم.
في ضوء هذه المعطيات، لم يعد مقبولاً وضع حقوق الشباب في أسفل قائمة الأولويات، كما قالت أمس أسمى قرداحي من صندوق الأمم المتحدة للسكان، في حفل إطلاق الموقع الإلكتروني «lebteen» من السرايا الحكومية.
يتوجه الموقع «www.lebteen.com» إلى المراهقين ما بين 11 و16 عاماً، ويخاطب الشباب بلغة صديقة مبسطة. وقد صُمم ليجذب انتباههم ويطرح التساؤلات التي تشغل بالهم وتقلقهم، فيقدم المعلومات من خلال وجوه شبابية تشبههم، وتشعرهم بالثقة والأمان. كما يخصص الموقع خانة لطرح الأسئلة على الأخصائيين ولائحة بأسماء عدد من المراجع.
وأكدت قرداحي أهمية أن تستتبع المواد الإعلامية والترويجية والموقع الإلكتروني بدمج قضايا الصحة الجنسية بالمناهج التربوية والأنشطة اللاصفية وتحسيس الإعلام بهذه القضايا وإشراك الشباب في تطوير المعلومات وتأقلمها مع حاجاتهم بإشراف أخصائيين.
من جهته، أوضح المستشار القانوني في وزارة الشؤون الاجتماعية أنطوان زخيا أنّ الموقع يرفع مستوى الوعي لدى الشباب ويساعدهم على تبني سلوكيات صحية سليمة. كما رأى زخيا أنّ المعلومات العلمية التي يتلقاها المراهق عن تساؤلاته والمعرفة الواضحة للموضوعات الجنسية تحرره من الأوهام والهواجس والإثارة الرخيصة.
وتسعى الوزارة، بحسب زخيا، إلى إدراج الموضوعات على سلم أولويات الجهات المعنية، وفي مقدمتها وزارات «التربية والتعليم العالي» و«الشباب والرياضة» و«الإعلام» والمركز التربوي للبحوث والإنماء ومؤسسات المجتمع المدني.