صفاء الذات
  • روز زيادة

    جميع المراحل، التي مررنا بها على مدى سنتين وبعض الشهور من السنة، تتصف بالضغط وبالسباق السلبي لبلدنا وأبناء بلدنا. أُسقطت أقنعة كثيرة عن الوجه الواحد. وزُجّ بنا في معارك لو خُيّرنا لحوّلناها مختبراً لقدراتنا الفكرية ولكل ما اكتسبناه من الثقافات.
    في الشهور الثلاثة الأخيرة لو أبدلنا ساعات الخمول التي قضيناها في الساحات دفاعاً عن حق مهضوم، وهذا بنظري دفاع سلبي، لو أننا أبدلناها بساعات درس وتمحيص واكتساب خبرات من بلدان وقعت في ما نحن فيه من الإجحاف العام، لكنا وصلنا الى حل المعضلات أو أقلّه الشائك منها. وقد سمّيته إجحافاً عاماً لأن الأطراف المتنازعة كلها عندها مطالب، وكلها تعتبر حقوقها مغتصبة.
    لنعد الى ذات كل واحد منا، الى الإيمان بالشباب، إلى تعطّش الأنبياء لبثّ محبة الله في كل العالم مرة واحدة، فلنتواضع تواضع السيد المسيح الذي دخل أورشاليم على جحش ابن أتان.
    لتصفُ ذواتنا، ونحاسبها على ما تبتغيه لنفسها وما تضمره للآخرين! فلننتزع من عقولنا أباطرةً حكمت العالم وباتت الآن تراباً بغض النظر عن طريقة حكمها أكانت بالخير أم بالشر، إذ إنها في النهاية اضمحلت. إذاً الأباطرة يضمحلون، والبؤساء أيضاً يضمحلون، ومن يتعمّد الأذية لا يُذكر إلا بالأذية، ومن يشهر شرّه في وجوه الآخرين فسيُذكر بشرّه.
    لبنان هو الدائم، ولا يتحلّل كيانه إلا بفساد الفاسدين. ولا يدخله محتل إلا بقبلة غش من يهوذا. أعطنا ربي صفاءً، وأبعد المنقسمين سراً وعلانيةً عن نيات يهوذا الإسخريوطي، لكي لا يبيعوا لبنان وأبناء لبنان بثلاثين من الفضة.



    صاحب السعادة والأمل الباقي

  • فايز فارس

    باسم الشعب اللبناني القابع في كل حي من أحياء بيروت وصيدا وصور والنبطية ومرجعيون وبعلبك وطرابلس والضنيّة وعكار وفي كل البيوت المدمرة كلياً أو جزئياً في الضاحية والجنوب وبعلبك، باسم الساكنين الصامتين في الخيم والمنازل الجاهزة، العاطلين عن العمل الواقفين أمام أبواب سفارات دول الغرب والشرق والشمال والجنوب، المؤمنين الصابرين الذين لم يوفروا طريقة ديموقراطية سلمية للتعبير عن مشاعرهم ومعاناتهم ألماً وجوعاً وعطشاً إلى الكرامة والحرية والسيادة والاستقلال، إلاّ وساروا على دربها متفائلين حيناً متشائلين أحياناً.. أتقدم منكم أنا المواطن اللبناني منذ أكثر من عشر سنوات بعد المئة، يا سعادة النائب الكريم يا ابن المكارم والأخلاق الحميدة أباً عن جد، بأحر التهاني القلبية وأصدق التمنيات بمناسبة نيلكم وساماً رفيعاً علّقه على صدركم الكبير رئيس دولة رفيعة عزيزة حنونة عطوفة وفيّة!
    لكنني أعتقد أن الأكثرية الشعبية المختلطة في لبنان كانت تفضل لو كنتم توصّلتم يا سعادة النائب الكبير في جلسات الحوار والتشاور مع دولة رئيس مجلس النواب، إلى استنباط حلول أو حتى أنصاف حلول، تلغي معها الحواجز الوهميّة القائمة وتقضي على ما يعوقنا من انقسامات وتجاذبات وتناتشات لم يعد أحد يستسيغها أو قادر على تحمّل وزرها في لبنان.
    كذلك قيل لنا إن الحفلة ستُقام في الرياض، «رياض العرب» المضيافة الغيورة على ما تبقى من ثوب هذه العروبة الممزّق الذي سنرميه في النار ونرتدي بديلاً منه ثوباً جديداً ناصع البياض كثلوج حرمون وصنين والمكمل.
    إذاً الشعب في انتظار التفاتتكم يا صاحب السعادة وفي جعبتكم كلمة السر مفتاحاً للعقول وإكسيراً للحياة وبلسماً للقلوب، وقلم سحري للتوقيع المشترك على جردة حساب بادر إلى تقديمها، ولو جزئياً، الرئيس نبيه برّي إلى الرأي العام اللبناني أولاً والعربي ثانياً والدولي ثالثاً، مع العلم أن الرئيس برّي لم يقل كل ما يعتمر في ذاكرته القوية ويحفظ قي صدره الواسع. لكن يبدو أن جردة الحساب المشترك منذ عقد ونيف تأجل العمل بها إلى ما بعد قمة الرياض.. على أساس أن الشعب اللبناني اعتاد التأجيل والانتظار.