strong>«مشاركتنا طبيعية جداً والدستور لم يُنِط بالرئيس صلاحية اعتبار الحكومة شرعية أم لا»
السنيورة يدعو في الرياض إلى عدم استباق الأمور حول ملاحظات لحود
رأى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أن ملاحظات رئيس الجمهورية العماد إميل لحود على الورقة اللبنانية، نابعة من موقف اتخذه لحود من الحكومة التي يعتبرها غير موجودة». وقال إن الدستور لم يُنِط برئيس الجمهورية «صلاحية أن يعتبر الحكومة شرعية ودستورية، أو لا»، واصفاً مشاركة «رئيس مجلس وزراء لبنان في مؤتمرات القمة» بأنها «طبيعية جداً».
وكان السنيورة قد غادر بيروت قبل ظهر أمس، في طائرة خاصة إلى قبرص، ووافاه الى هناك وزير الاقتصاد سامي حداد ومسؤول المراسم في رئاسة الوزراء السفير رامز دمشقية والمستشارون محمد شطح ورولا نور الدين وعارف العبد، وتوجّهوا جميعاً في طائرة واحدة الى العاصمة السعودية الرياض التي وصلوا إليها في الأولى إلا ربعاً، وانضم إليهم وزير الخارجية بالوكالة طارق متري.
واستقبله في مطار قاعدة الرياض العسكرية، نائب أمير منطقة الرياض الأمير سطام بن عبد العزيز والسفير السعودي عبد العزيز خوجة والأمين العام لوزارة الخارجية السفير هشام دمشقية والقائم بالأعمال اللبناني في السعودية زياد عيتاني وعدد من أركان السفارة.
وبعدما انتقل إلى مقر إقامته في قصر المؤتمرات، حاور الصحافيين معتبراً ان «مشاركة رئيس وزراء لبنان هي مشاركة طبيعية جداً»، أسوة بكل مؤتمرات القمة العربية على مدى السنوات الماضية، وقال: «كنا نتمنى أن يكون لبنان ممثلاً بوفد واحد لكن الظروف يبدو أنها لن تسمح». وأمل أن يكون لهذه القمة نتائج كبيرة، مشيراً الى ان الشعب العربي ينتظر من قادته أن يقوموا بخطوات تنعكس على القضايا الأساسية سواء على صعيد القضية الفلسطينية، والتمسك بمبادرة قمة بيروت عام 2002، أو على صعيد «الجرح النازف في العراق وما يعانيه شعبنا العربي في فلسطين والسودان ومناطق عديدة. وأيضاً لبنان الذي كلنا يعلم مقدار ما تحمّله على مدى أكثر من ثلاثين سنة، فهو يعاني الأمرّين من الخلافات، وأكثر من ذلك الاجتياحات والاحتلالات الإسرائيلية».
وأشار الى استمرار الاحتلال الإسرائيلي لمزارع شبعا، وقال ان الحكومة تناضل من أجل تحريرها «استناداً إلى النقاط السبع». وتناول «نتائج وتداعيات الاجتياح الإسرائيلي الأخير على لبنان»، والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وما يعانيه لبنان حالياً من إشكالات داخلية، متمنّياً على الجميع بذل الجهود لحلّها «وبدعم من أشقائنا العرب».
وحول ملاحظات رئيس الجمهورية على الورقة اللبنانية، قال: «أعتقد أن الموقف التضامني مع لبنان ليس أمراً حصل البارحة، بل كلنا يعلم أنه كان نتيجة الاجتماع الذي حصل في القاهرة قبل أكثر من ثلاثة أسابيع، وليس أمراً جديداً، وكان ينبغي أن تكون الملاحظات على هذه الأفكار في ذلك الوقت فلماذا تأخر إلى اليوم؟ كل هذه الملاحظات نجدها نابعة من موقف اتخذه فخامة الرئيس من الحكومة التي يعتبرها غير موجودة. والكل يعلم أن الدستور لم يُنط بفخامة الرئيس صلاحية أن يعتبر الحكومة شرعية ودستورية أو لا».
وقال إن النقاط السبع وافق عليها اللبنانيون والحكومة اللبنانية وحظيت بإجماع عربي في مؤتمر وزراء الخارجية الذي عقد في بيروت، ثم في المؤتمر الإسلامي، واستند إليها القرار الدولي 1701، معتبراً ان هذه النقاط «برنامج حقيقي يؤدي في النهاية إلى استعادة الدولة سلطتها الحقيقية»، وأن عدم التطرق إليها «ليس مفيداً». وقال إنها «أمر توافقنا عليه، ولا داعي كلما توافقنا على أمر أن نعود مرة ثانية ونغيّر موقفنا منه».
ودعا الى التركيز في القمة على القضايا الكبرى «ونترك الأمور التي تشغلنا في لبنان». وقال ان الجهد العربي المستمر بالمساعي السعودية «سيعيدنا الى كلمة سواء بحيث يكون اللبنانيون قادرين على أن يتعاملوا ويجلسوا معاً ويقرّوا بأمر أساسي هو أن الحوار الطريق الوحيد المؤدي إلى بحث كل هواجسنا. وحتى موضوع المحكمة يجب أن يكون أمراً يتفق عليه اللبنانيون ولا يختلفون عليه، فأهمية المحكمة ليست فقط في معرفة الذين ارتكبوا الجرائم النكراء منذ محاولة اغتيال الوزير مروان حماده، بل إن اللبنانيين متفقون على ضرورة حماية حرياتهم وديموقراطياتهم».
ورفض إعلان ما إذا كان سيردّ خلال الجلسات المغلقة في حال طرح موضوع التعديلات على الورقة، قائلاً «لماذا نحاول استباق الأمور، فنحن نريد أن نؤكد دائماً ضرورة التوصل إلى موقف عربي جامع من كل القضايا ويجب دائماً أن نتفاءل بالخير». وقال رداً على سؤال آخر عن الهدف من هذه الملاحظات: «الحقيقة لا أريد أن أستبق النيات، ولكن هذه الأفكار التي توالت إلينا لا أجد تفسيراً حقيقياً لها، لذلك يجب أن ننظر إلى ما تقرره القمة في هذا الشأن».
ولفت الى أنه كان المبادر الى الاتصال بلحود عندما عاد من مؤتمر باريس ــ 3، مؤكداً أنه لا مانع لديه من لقائه «سوى ما قام به فخامته من أنه يعتبر هذه الحكومة غير موجودة. أعتقد أنه يجب أن نعود إلى حقيقة أن هذه الحكومة موجودة وعليها أن تقوم بدورها وعلينا أن نعود إلى الطريق التي توصلنا إلى معالجة القضايا في شكل بعيد عن التوتر». وقال: «نحن نعتقد أن هذه الحكومة دستورية وشرعية، وصحيح أنها تعاني عدم وجود فريق مهم من اللبنانيين فيها، ونحن عندما أخذنا القرار بعدم قبول استقالة الوزراء كان منطلقاً من أننا كلنا كلبنانيين نمثّل جسماً واحداً ويجب أن نستمر في التمسك بأشقائنا وزملائنا في هذه الحكومة، ويجب أن نتوقع دائماً الخير».
ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام معلومات تفيد ان السنيورة «سيجلس خلال الجلسة الافتتاحية في المكان المخصص لكبار الشخصيات، أما في الجلسة المغلقة فسيجلس إلى جانب رئيس القمة الملك عبد الله بن عبد العزيز وأمامه يجلس الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني».
والتقى السنيورة كلا من الرئيس المصري حسني مبارك، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الحكومة إسماعيل هنية ونائب رئيس وزراء سلطنة عمان.
(الأخبار)