80 في المئة من اللبنانيين مع استمرار حوارات بري والحريري


أجرى مركز بيروت للأبحاث والمعلومات استطلاعاً للرأي حول ما جاء في المؤتمر الصحافي الأخير للرئيس نبيه بري في 20 الشهر الجاري، والجهة المسؤولة عن عرقلة الحل، وجدوى استمرار الحوار ومواضيع أخرى. نُفِّذ الاستطلاع بين23 و26 آذار2007، وشمل عيِّنة من 800 مستطلَع، واعتمدت تقنية إحصائية تلحظ التوزع الطائفي والمناطقي


  • عبدو سعد*

    على رغم تراجع حدة الاحتقان التي سادت لفترة، كشفت نتائج الاستطلاع أن معظم اللبنانيين ما زالوا في حالة اصطفاف وراء قياداتهم السياسية، وهذا ما أكدته معظم أجوبتهم التي بدا أنها لم ترتكز على تقويم موضوعي، بقدر ما ارتكزت على مواقف مسبقة هي صدى لمواقف قياداتهم السياسية.
    هل كان كلام الرئيس بري مقنعاً أم غير مقنع؟ وهل ترى أن مشروع الحل الذي كشفه بري مرضٍ أم غير مرضٍ؟
    كشفت نتائج الاستطلاع أن أكثر من 59%، منهم نحو 33% من السنة ونحو 58% من المسيحيين، اقتنع بمضمون كلام الرئيس بري، وأن أكثرية المستطلعين ترى أن مشروع الحل الذي ناقشه بري مع النائب سعد الحريري، والذي تتبناه المعارضة، كان مرضياً. فبلغت نسبة الراضين نحو 58%، منهم 30% من السُّنَّة ونحو 58% من المسيحيين.
    وتُعَدُّ نسب إجابات السنة عن كلا السؤالين مقبولة قياساً إلى الاصطفاف الطائفي الذي ما زال سائداً. وأظهرت نسبة التأييد المسيحية، كما بدا من نتائج هذا الاستطلاع ونتائج الاستطلاعات السابقة، أن أكثرية المسيحيين تصطف وراء المطالب الرئيسية للمعارضة، رغم أن بينهم نسبة عالية غير ملتزمة بمواقف القيادات المسيحية، إذ إن المسيحيين هم الأقل استتباعا لقياداتهم من بين بقية الطوائف اللبنانية. ورغم نسبة التأييد العالية، عموماً، لأداء بري، إلاّ أنه لم ينجح في اختراق واسع لمؤيدي السلطة.
    هل كشف المؤتمر الصحافي شيئاً جديداً لم تكن تعلمه في السابق؟
    أقلية من المستطلعين رأت أن الرئيس بري لم يكشف شيئاً جديداً في مؤتمره الصحافي. ويبدو أن هذه المواقف تخضع للمعايير السياسية الموزعة بين الموالاة والمعارضة. وكان لافتاً أن نسبة كبيرة من الذين قالوا إن كلام بري لم يكن مقنعاً، أجابوا بأن كلامه كشف شيئاً جديداً.
    برأيك من هي الجهة السياسية المعرقلة للحل؟
    يبدو أن المواقف القوية لركني الموالاة النائب وليد جنبلاط والدكتور سمير جعجع تجاه مطلبي المعارضة بحكومة وحدة وطنية مع الثلث الضامن، وتعديل بعض بنود المحكمة الدولية، هي التي جعلت نحو 41% من المستطلعين المعارضين يحمّلون جنبلاط وجعجع مسؤولية عرقلة الحل، بالمقابل فإن أكثرية المستطلعين الموالين حمّلت حزب الله هذه المسؤولية بنسبة نحو 20%، بسبب تصدر الحزب واجهة المعارضة. والمفارقة أن أقلية من المستطلعين المؤيدين للمعارضة حمّلت النائب سعد الحريري مسؤولية عرقلة الحل، باعتبار أن قادة المعارضة أحالوا مسؤولية هذه العرقلة على شركائه في الموالاة، فضلاً عن وجود انطباع لدى جمهور المعارضة بعدم وجود مرجعية موحدة لقيادة الموالاة.
    هل ما زال بالإمكان التوصل إلى تسوية قبل قمة الرياض؟
    أبدت غالبية كبيرة من المستطلعين تشاؤمها بإمكان التوصل إلى حلّ للأزمة قبل مؤتمر القمة العربية في الرياض (نحو 74%)، ويعود ذلك إلى تصريحات قادة الموالاة، وخصوصاً النائب جنبلاط والدكتور جعجع والردود التصعيدية لأركان المعارضة على تلك التصريحات.
    هل تؤيد استمرار حوارات عين التينة بين بري والحريري؟
    أظهر الاستطلاع أن الأكثرية الساحقة من المستطلعين من كل الطوائف تؤيد استمرار الحوارات في عين التينة بين الرئيس بري والنائب الحريري، مشيرين إلى أن هذه الحوارات أنتجت تفاؤلاً بإمكان إحداث اختراق في جدار الأزمة. كما رأت غالبية كبيرة من المستطلعين، منها نحو 71% من أبناء الطائفتين السنية والشيعية، أن هذه الحوارات أسهمت في احتواء الفتنة المذهبية، ما يشير إلى تراجع حالة الاحتقان بين الطائفتين، كما تشير هذه الأجوبة أيضاً إلى ثقة غالبية اللبنانيين بالرئيس بري والنائب الحريري.
    هل تعتقد بأن التقارب السعودي ــــــ السوري يُسهم في حل المشكلة في لبنان؟
    أبدت غالبية المستطلعين (68%) اعتقادها بأن التقارب السعودي ــــــ السوري يُسهم في إيجاد تسوية للأزمة الحالية لما للمملكة العربية السعودية من ثقل ودور سياسي ناشط في لبنان، وكذلك الأمر بالنسبة إلى سوريا التي لها إرث سياسي نافذ فيه، وخصوصاً أن قيادة الموالاة تلمّح إلى هذا النفوذ عبر اتهام سوريا بعرقلة الحل، وهو ما يعيد إلى الأذهان طرح الرئيس بري عمّا سمّاه التقارب بين «س ــــــ س» (السعودية وسوريا).
    هل أنت راضٍ عن الدور السعودي في لبنان؟
    عبّرت غالبية كبيرة من اللبنانيين (77%) عن رضاها عن الدور السعودي لإيجاد تسوية في لبنان. واللافت أن أكثر من 81% من الشيعة عبّروا عن ذلك في مقابل نحو 72% من السُّنَّة، وقد يكون مرد ذلك إلى موقف السفير السعودي المؤيّد لما قاله الرئيس بري في مؤتمره الصحافي.

  • * مدير مركز بيروت للأبحاث والمعلومات