صيدا- خالد الغربي
«علاقتي مع الدكتور عبد الرحمن البزري راسخة رسوخ الجبال، ولا يعكر صفوها بعض الاجتهادات الصحافية أو التسريبات المغلوطة»، بهذه العبارة لخّص رئيس «التنظيم الشعبي الناصري» النائب أسامة سعد مضمون الزيارة التي قام بها، أمس، الى دارة رئيس بلدية صيدا البزري، في ظل الشائعات التي تحيط بعلاقتهما، بما ينفي أي «توتّر» قائم بينهما.
وكان سعد قد استبق زيارته للبزري بإجراء ما يشبه «التحقيقات» في ما يتعلّق بمسرّبي المعلومات «المغلوطة» التي تداولتها بعض الصحف في شأن تفاصيل اجتماعه برئيس البلدية أخيراً، ما أوقعه بالحرج، ولا سيما بعد مطالبته من جانب بعض أعضاء مجلس بلدية صيدا بوقف ما سمّوه «مسرحية» التعرّض لمقام البزري، وأرفقوا مطالبتهم بتوجيه الاتهامات التخوينية لـ«منتقدي النهج البلدي» من الناصريين «الانقلابيين لمصلحة الإمبريالية الأميركية والمشروع الشرق أوسطي، وصولاً الى العمالة مع إسرائيل».
وإثر الزيارة التي استهدفت «تطييب خاطر» رئيس البلدية، أكد سعد أن العلاقة مع البزري «راسخة رسوخ الجبال، لأنها بنيت على أسس تتعلّق بمصالح المدينة وأهلها، وهي ستستمر كما بدأت»، وحمّل بعض الأطراف السياسية مسؤولية «استهداف التحالف القائم من جهة، والأداء البلدي من جهة ثانية»، داعياً الصحافيين والمهتمين الى «أخذ الأمور من منابعها الأساسية»، بعيداً عن اللجوء الى التسريبات المغلوطة الهادفة الى «فك التحالف بيني وبين البزري، وإثارة القضايا في إطار الاجتهادات والتعاطي الذي لا يستند الى وقائع واضحة».
من جهته، أكد البزري أن تحالفه مع سعد «المتين متانة الجبال» يصبّ في خانة «المصلحة العامة للوطن»، وهو «أثمن من التسريب الإعلامي»، مشيراً الى أن التحالف يضمّ أيضاً «قوى وشخصيات سياسية في المدينة، لها دورها وموقفها السياسي».
ورداً على سؤال عن مصير هبة الـ5 ملايين دولار المقدّمة من الوليد بن طلال لتخليص صيدا من كارثة النفايات البيئية الموجودة منذ أكثر من 35 عاماً، جدّد البزري تأكيده أن «هناك تعهّدا بدفع تكاليف ومعالجة وإزالة هذا المكبّ، ونحن فضّلنا أن تكون العلاقة المالية مباشرة بين المموّل والشركة المتعهدة، والبلدية تقوم بدور الرقابة فقط. وبالتالي، تمّ دفع الدفعة الأولى للمتعهد ليباشر العمل، وأي دفعة ثانية ستكون نتيجة للعمل وتطوره، وعندما تتم الموافقة عليه من جانب جهة ثالثة غير البلدية، عندئذ ترسل دفعة أخرى»، لأن عملية الدفع «لا تتمّ عبر البلدية، لاعتبارين: التعقيدات الإدارية، واستياء البعض من محاولتنا الجدية لتخليص صيدا من هذه الكارثة البيئية الموروثة».
من جهة ثانية، زار سعد، يرافقه عضو قيادة التنظيم أبو جمال، مقر قيادة حركة «أمل» في صيدا، والتقى رئيس المكتب السياسي جميل حايك، في حضور عضو المكتب السياسي بسام كجك والمسؤول التنظيمي لإقليم الجنوب باسم لمع ونائبه محمد ترحيني.
وفي بيان صدر إثر اللقاء، أكد الجانبان «التمسّك بخيار المقاومة حتى تحرير آخر شبر من الأرض المحتلة وإعادة جميع الأسرى المعتقلين»، منتقدين الحكومة «الممعنة في سياسة الهدر والصفقات المشبوهة».