فاتن الحاج
هاجم طلاب «القوات» في كلية التربية ـــــ الفرع الثاني في الجامعة اللبنانية مذكرات «الرئيس» «الجائرة» و«المتناقضة» و«التي تفرغ الحركة الطالبية من مضمونها»،
إذ «لا قيمة للانتخابات في ظل حظر العمل السياسي». والطلاب الذين «لم يقمعهم السوريون» يسألون «من أنتَ لتقمعنا؟»

انتظر أمس طلاب القوات في كلية التربية ـــــ الفرع الثاني في الجامعة اللبنانية أقرانهم في باقي الكليات، فلم يأتوا. لكن «لا بأس، فالعدد القليل للمعتصمين خارج حرم الكلية قادر على إيصال صرخة: لا لقمع الحريات، لا لإلغاء النشاطات السياسية، نعم للانتخابات الجامعية الديموقراطية». وبما أنّ الطابع الأنثوي يطغى على الكليّة، تنغمس الطالبات في التحضير للاعتصام. تتولى إحداهن «تعليق» مذكرات «الرئيس» الثلاث حول تأجيل انتخابات مجالس فروع الطلاب (13 كانون الثاني 2007)، ومنع تعليق الصور والشعارات السياسية ضمن الحرم الجامعي (6 آذار 2007)، واستئناف انتخابات مجالس فروع الطلاب (15 آذار 2007). كما «تلصق» الطالبة على لوحة خشبية شعارات تدعو إلى مراجعة شرعة حقوق الإنسان، وترفض «القمع»: «اليوم يا حضرة الرئيس تحاولون قمع وإسكات صوت الشباب الحر الذي عجز النظام الأمني عن إسكاته لا وألف لا»، وتطالب بإعطاء الطلاب الحق في خدمة الكلية، باعتبار «أننا لم نعتد الخمول».
لم تخلُ الشعارات من «الحزبية» وأقوال «القائد الحكيم»: «أطلقوني، أطلقوا يديّ ولساني، فكّوا قيودنا لنبني لبنان الحلم، سنعمل دائماً وأبداً لنبقى ونستمر». وفيما لم تتوانَ إحدى المعتصمات عن تسلق أحد الأعمدة الكهربائية لرفع علم القوات اللبنانية، تولت أخرى توزيع بيان دائرة الجامعة اللبنانية في مصلحة طلاب القوات على الطلاب والأساتذة الوافدين إلى الكلية. ومما جاء فيه: «لن نقبل باغتيال الحياة السياسية للطلاب بالسكوت عن القرارات الجائرة والمتناقضة الصادرة عن رئاسة الجامعة اللبنانية القاضية بمنع العمل السياسي للطلاب». وأضاف البيان: «تستوقفنا سياسة التمييز التي يعتمدها رئيس الجامعة، بحيث يسمح بتنظيم نشاطات سياسية في فروع ويمنعها في فروع أخرى، ولا سيما حين أطل نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في خطاب ألقاه في الجامعة اللبنانية، عبّر فيه عن آراء فريقه السياسي».
يتجمع المعتصمون إلى جانب الشعارات. يكمون أفواههم بـ«تلزيق»، في إشارة إلى «قمع الحريات». يستدعي عميد الكلية الدكتور مازن الخطيب رئيسة خلية القوات في الكلية باتريسيا قرانوح. تخرج باتريسيا بعد دقائق لتبلغ المعتصمين بأنّ العميد «يهدد» كل بنت في الخارج بحرمانها الامتحانات. وتقول: «يبدو أنّ رئيس الجامعة سيعود مجدداً إلى إلغاء الانتخابات الطالبية». نستوضح الأمر من العميد الخطيب، فيستغرب الحديث ويشير إلى أنّ الإجراء ليس انتقامياً، بل إنّه يأتي تطبيقاً للمرسوم 11185 الذي يقضي بحرمان كل من تزيد نسبة غيابه على 30% الامتحانات. وينفي الخطيب أن تكون هناك نية لإلغاء الانتخابات مجدداً «لكن لدينا متسع من الوقت للدعوة إلى الانتخابات وإجرائها». ثم يسأل: «لماذا الربط بين الانتخابات ومنع النشاط السياسي، فمهمة الهيئة الطالبية أكاديمية قبل أن تكون سياسية، وإن كان يحق لهذه الهيئة أن يكون لها رأيها السياسي الذي نرحب به».
في الخارج، «تحلف» عضو الخلية ماريا حمزو «بدم الشهدا، ودموع الأمات، وسنوات الحبس المرة للحكيم» أنّ «القوات اللبنانية باقية، ولن يمنعونا من التعبير عن رأينا». وتؤكد باتريسيا أنّ طلاب القوات اللبنانية يرفضون تشويه دورهم وسلخهم عن مجتمعهم، معتبرةً أنّ إلغاء العمل السياسي هو تفريغ للحركة الطالبية من مضمونها. ولم تنس باتريسيا التذكير «بأنّ مشاهد أحداث 7 آب ما زالت راسخة في ذاكرتنا وحفرت في تاريخنا النضالي». أما ممثل رئيس دائرة الجامعة اللبنانية في مصلحة القوات اللبنانية زاهي نوح فأوضح أنّ الاعتراض ليس على الانتخابات وحرية التعبير، إنما على القرارات «الجائرة» التي تصدر في «ليلة ما فيها ضوء قمر». وشدد على «أننا لن نقبل بأن يقمع صوت الشباب في عهد الحرية». وتحدث نوح عن تهديدات من «المخابرات» طالت بعض الطلاب، لافتاً إلى «أنّ التحرك سيُعمم على كل الفروع».
يذكر أنّ مكبرات الصوت بقيت تصدح بالأناشيد الحماسية الخاصة بالحزب حتى ما بعد انتهاء الاعتصام.