مزرعة شانوح ــ عساف أبو رحال
لم يمنع القرار الإسرائيلي أصحاب المواشي من التردد على بركة بعثائيل، لسقي قطعانهم من الماعز والغنم. ثمة قرارات وإنذارات سابقة وجّهها الاحتلال للرعاة والمزارعين بعدم دخول هذه المنطقة أو تلك، هادفاً من ذلك عزل مناطق ضيقة تشكل الحركة فيها إزعاجاً لجنوده المتموضعين داخل مواقع محصّنة، تشرف على مساحات واسعة من الأراضي اللبنانية المحررة. وفي مرتفعات العرقوب دخلت أمس قطعان آل عبد العال منطقة بركة بعثائيل، للمرة الأولى، منذ نحو 15 يوماً من دون أن تلقى ردة فعل ملموسة.
وعلى الخط الفاصل مع مزارع شبعا، تقوم مزرعة شانوح لصاحبها المرحوم غسان عبد العال «أبو هيثم» الذي أراد منها جمهورية تضمّ زوجاته الثلاث وأولاده الـ45، لكنه رحل تاركاً خلفه العشرات من البنين والأحفاد، حفظوا وصيته وانتقلوا إلى شانوح واستأنفوا أعمال الترميم والبناء في خطوة للحفاظ على لقب الجمهورية.
«الأخبار» زارت آل عبد العال في مرتفعات حلتا قرب بوابة عذرائيل والتقت بعضهم. يقول هيثم عبد العال: «لدينا 1200 رأس ماعز و200 رأس غنم، اعتدنا التردد على بركة بعثائيل منذ نشأتنا، لأنها ضمن أراضي كفرشوبا وملك لأهالي المنطقة، ولهذا ذهبنا أمس وسقينا القطيع من دون أي ردة فعل من الاحتلال. هذه البركة منهل صيفي منذ القدم ونطالب بعدم وضعها على لائحة المحرمات. أما لجهة بسطرة جنوباً فالاقتراب من الشريط ممنوع على القطيع لمسافة 500 متر، بموجب قرار تلقّيناه من قوات اليونيفيل في الكتيبة الهندية التي تجوب المنطقة يومياً». ووصف عبد العال العملية بـ«أنها تضييق وفرض حصار غير مباشر على أصحاب المواشي، فهناك حوالى 3000 رأس ماشية ترعى في المرتفعات وتشرب من البركة». وأضاف «نطلب من الدولة العمل لإفساح المجال أمام تنقّلاتنا داخل أراضينا المحررة الخارجة عن سيطرة الاحتلال. نحن لدينا 234 حجة أرض، نصفها محتل مثل تلة السماقة 1200 دونم حيث موقع الاحتلال، والجل الأحمر، ومنطقة عذرائيل وباب الهوا وغيرها».
وتقول أم هيثم: «إن التعويضات لم تلحظ عائلة أبو هيثم التي تضررت جراء عدوان تموز في الأملاك والزراعة والمواشي». وعن الإقامة في شانوح قالت: «هناك خمسة من الأولاد يقيمون مع عائلاتهم على مدار الساعة، لأن المزرعة هي مصدر عيش هذه العائلة».
عائلة أبو هيثم اعتادت السكن في المرتفعات، تاريخها حافل بالمعاناة مع قوات الاحتلال. تعرضت لمضايقات كثيرة وإطلاق نار على المواشي، لكنها عادت اليوم للتمركز مجدداً في شانوح التي تضم خمس وحدات سكنية يقيم فيها نحو 30 فرداً، يعملون بجدّ ونشاط في إعادة ما خرّبه الاحتلال، لتوسيع رقعة المزرعة تمهيداً لانتقال بقية أفراد العائلة إلى هناك.