زار الأمين العام لمنظمة الشرطة الجنائية الدولية (انتربول) رونالد نوبل، أمس، لبنان والتقى على التوالي المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي ثم مدّعي عام التمييز القاضي سعيد ميرزا لينتقل للقاء رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي سيرج براميرتس. ومساءً، زار نوبل نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني الياس المر.فقد استقبل اللواء ريفي نوبل بحضور قادة الوحدات في قوى الأمن الداخلي والعميد المتقاعد جورج البستاني. وبعد اللقاء، ذكر الأمين العام للإنتربول أن الأسباب التي تكمن خلف زيارته إلى لبنان تتلخص في البحث مع المسؤولين اللبنانيين عن إمكان اتصال لبنان بقاعدة بيانات مستندات السفر المسروقة، والحصول على الدعم اللبناني لإنشاء مكتب إقليمي للإنتربول، ودعوة الضباط اللبنانيين للمشاركة في دورات تدريبية في مركز المنظمة الرئيسي في ليون.
وأشار نوبل إلى وجود «علاقة وثيقة بين مستندات السفر المسروقة والجريمة المنظمة والإرهاب»، مشيراً إلى أن اتصال الأجهزة الأمنية اللبنانية بقاعدة بيانات مستندات السفر المسروقة تمكّن السلطات اللبنانية من الاطلاع على بيانات تتضمن 14 مليون وثيقة سفر مسروقة، ما يمكّن هذه السلطات من التأكد من أي شخص يريد الدخول إلى لبنان الذي «سيكون أول دولة في الشرق الأوسط تنضم إلى هذه الشبكة».
وعن المكتب الإقليمي المنوي إنشاؤه في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ذكر نوبل أن العميد المتقاعد جورج البستاني سيكون مبعوثاً للإنتربول للقاء المسؤولين والقادة في المنطقة للحصول على دعمهم لإنشاء المكتب المذكور. ورأى نوبل أن استحداث هذا المكتب سيساعد على التصدي لخطر الإرهاب العالمي، من خلال تعزيز التواصل بين أجهزة تطبيق القانون العربية ونظرائها في العالم، وهو الأمر الذي يحتاج إلى تدعيم. وكان نوبل قد نصح الأجهزة الأمنية في البلدان العربية «بالتهيؤ لمواجهة موجة من الإرهابيين المتصلبين والمدربين الذين سيحوّلون أنظارهم يوماً عن العراق وأفغانستان ويوجّهونها من جديد نحو بلدان عربية».
وذكر نوبل أنه بعد اللقاء برئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي سيرج براميرتس، ستقدم المنظمة الدعم له «وذلك بعد تمديد عمل لجنة التحقيق الخاصة حتى عام 2008».
أما المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي فرأى أن التسهيلات والإجراءات التي ستخص بها المنظمة لبنان يمكن أن تسهل مكافحة الإرهاب والجريمة في لبنان. ورحب ريفي بإقامة المكتب الفرعي الإقليمي للإنتربول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، معرباً عن تقديم المساعدة له، مشيراً إلى أنه سيساعد كثيراً في تسهيل العمل والتنسيق في ما بين دول المنطقة والإنتربول الدولي.
وبعد لقائه المر، نوه نوبل بدوره، حين كان وزيراً للداخلية، في تعزيز التعاون بين لبنان والإنتربول. وقال إن البحث تناول مبادرة المر السابقة لإنشاء مكتب إقليمي للإنتربول في الشرق الأوسط، طالباً دعم المر لإنشاء هذا المكتب. بدوره، رأى المر أنه يجب على الحكومة مناقشة موضوع المكتب الإقليمي والترحيب بالقرار ليصبح لبنان مركزاً للإنتربول في المنطقة.