التقى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في مقر إقامته في فندق الكورال بيتش قادة الموالاة والمعارضة كلاً على حدة للاطلاع على خلفيات الأزمة اللبنانية وسبل معالجتها فضلاً عن تطبيق القرار 1701 وموضوع المحكمة ذات الطابع الدولي.وفي هذا الإطار التقى بان رئيس كتلة «المستقبل» النيابية النائب سعد الحريري في حضور ممثل الأمين العام في لبنان غير بيدرسون، وأوضح الحريري بعد اللقاء أن «البحث تناول موضوع المحكمة الدولية وأن الأمين العام كان مهتماً جداً بمعرفة ما آلت اليه الأمور بالنسبة إلى الموافقة على مشروع نظام المحكمة، وكرر تشديده على ضرورة إنشاء هذه المحكمة تحت أي ظرفأضاف: «تحدثنا أيضاً عن القرار 1701، وكيفية تطبيقه». وأكد الحريري «أن هذا القرار بالنسبة الينا مهم جداً لأنه أوقف الحرب في لبنان، واستطاعت الحكومة اللبنانية إدراج النقاط السبع فيه، كما انه ينص على أن مزارع شبعا لبنانية، ويجب ان نجد حلاً لها. ويستند هذا القرار الى اتفاق الهدنة بالنسبة الى وقف الانتهاكات الاسرائيلية المستمرة ضد لبنان».
ورداً على سؤال أشار الحريري الى أن «تقريراً سيصدر في شهر حزيران المقبل، يلحظ ان هناك تقدماً بالنسبة إلى مزارع شبعا التي تدرس الامم المتحدة بعض الخرائط الجديدة التي حصلت عليها من عدة دول بشأنها وبخاصة من فرنسا، لتحديد وترسيم حدود هذه المزارع»، وقال: «النظام السوري لا يريد هذا الأمر، وهو يربطه بمصير الجولان المحتلوردا على سؤال استغرب الحريري عدم تقديم المعارضة ملاحظاتها على المحكمة «لأنه اذا كانت هناك ملاحظات فيجب ان توضع قيد التداول ويجب ان يطلع عليها اللبنانيون، وهذا ما نسعى اليه في كل الحوارات حتى وصلنا الى مرحلة أصبحنا فيها حين نطالب بمعرفة هذه الملاحظات كأننا ننصب فخاً للآخرين»، مستغرباً رفض أن يتسلم مشروع قانون المحكمة «وخصوصاً أن الرئيس نبيه بري كان قد قال منذ أيام إن الحكومة لم ترسل المشروع اليه بعد، فقام الرئيس السنيورة بإرساله. وعلى رئيس المجلس ان يتسلّمه لكي نصوت عليه، لأن البرلمان حسب معلوماتي سيد نفسه».
ورأى أن أهمية القمة العربية تكمن بأنها حمَّلت الدول العربية مسؤولية القضية العربية وقضية السلام والصراع العربي ــــ الاسرائيلي. كما ان العرب أجمعوا وكذلك بعض الدول الإسلامية التي أتت الى القمة، على أن هناك مبادرة سلام أطلقت في بيروت ومن ثم أعيد إطلاقها في المملكة العربية السعودية وهي تؤكد ضرورة ان تجري المفاوضات حول السلام مع الدول العربية مجتمعة، وهذا اقوى بكثير من ان تجري المفاوضات بشكل منفرد مع كل دولة عربية على حدة. وهذا يعني أيضاً أن السلام الجماعي مع الدول العربية هو أيضاً قرار، بمعنى الا يفتح كل واحد جبهة او يشن حرباً عندما يشاء ويضعف بذلك الوضع العربي».
والتقى بان الرئيس أمين الجميل وزير العدل شارل رزق، رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط ووزير الاتصالات مروان حماده، رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون الذي اعلن بعد اللقاء أنه أطلع الأمين العام «على موقفنا من الأزمة اللبنانية، المستند الى وقائع الحكم والى النصوص الدستورية والقانونية، وشرحنا أسباب الأزمة المتعددة. لأن لبنان لا يعيش فقط أزمة المحكمة التي سنساعد على إقرارها، لكنه يعيش أزمات أخرى مع حكومة لا تعير الانتباه لقضايا اساسية منها الاقتصادية والأمنية والفساد، وما يتهدد لبنان من مخاطر مقبلة تتعلق بالحلول للمنطقة».
وأشار الى أنه طلب أن يكون الدعم للبنان لا للحكومة «لأن دعم الحكومة، وإن كان يعني بالنسبة إلى الدول الاجنبية دعم لبنان، يأخذ هنا منحى كأنه دعم للحكومة ويجعل السيد رئيس الحكومة يعتقد انه مدعوم شخصياً. وهذا ما يفهم خطأ، كأن الامم المتحدة والدول الغربية والشرقية والعالم، أصبحوا فريقاً في الخلافات الدستورية والقواعد الديموقراطية في لبنان».
وأشار الى أنه بعد هذه الإيضاحات سلم الأمين العام كتاباً خاصاًيشرح «هذه الأزمة ومحتوياتها، ونسخة عن ورقة التفاهم بين «التيار الوطني الحر» و«حزب الله»، لتكون هناك مستندات مكتوبة للموقف ولهذا التفاهم الذي نُعت بأشياء كثيرة، ولم يعط تحديده الحصري الذي هو في مصلحة التفاهم اللبناني ــــ اللبناني وارساء مصلحة لبنان على حساب المصالح الأخرى كلها».
وبعد ذلك، التقى بان رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع وقوى في 14 آذار.
واختتم بان لقاءاته مع وفد من حزب الله برئاسة وزير الطاقة والمياه المستقيل محمد فنيش وعضوية مسؤول العلاقات الدولية في الحزب نواف الموسوي ورئيس لجنة الارتباط والتنسيق الحاج وفيق صفا.
وبعد اللقاء أوضح فنيش في شأن الأسرى «إننا لم نخرج عن الإطار التفاوضي الذي رسم من أجل وضع حد وحل لمشكلة الأسرى عند العدو الإسرائيلي ومشكلة الجنديين الإسرائيليين الأسيرين»، مشيراً الى «أن المشكلة لدى الإسرائيلي الذي يتعنت والذي لا يزال على موقفه المعرقل للعملية التفاوضية القائمة»، ومؤكداً «أن حزب الله لديه كل الاستعداد من أجل إيجاد حل سريع لمشكلة الأسرى».
وينتقل بان اليوم الى الجنوب لتفقد قوات «اليونيفل» على متن مروحية تابعة لهذه القوات التي اتخذت تدابير أمنية مشددة في الناقورة وعلى الخط الأزرق لمناسبة الزيارة ..
وأجرت القوة الدولية مسحاً امنياً للخط الأزرق من الناقورة حتى شبعا وحول مقرها وجميع المناطق التي سيمر فيها الأمين العام وأقامت نقاط تفتيش وسيرت دوريات وأحضرت فرقاً للحراسة والمراقبة بينها قوة فرنسية وإسبانية وإيطالية ترافقها كلاب بوليسية.
وضربت القوة الدولية طوقاً أمنياً مشدداً حول مقرها،إذ سيتفقد الأمين العام للأمم المتحدة الناقورة ومنطقة القطاع الشرقي من الجنوب والقسم اللبناني من شبعا، على أن يراقب من بعيد مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلة.
وسيجتمع الى القائد العام للقوة الدولية الجنرال الايطالي كلاوديو غراتسيانو بحضور منسق الامم المتحدة في لبنان غير بيدرسون ومساعد الامين العام للشؤون القانونية نيكولا ميشال.
كما سيطلع على أنواع القذائف والصواريخ والألغام التي ألقتها اسرائيل على الجنوب لبنان خلال حرب تموز.