صيدا - خالد الغربي
همز وغمز وكلام في السياسة وإشكالات رافقت العيد في صيدا، بدأت في صبيحته مع محاولة «حريرية»، بحسب روايات مصادر متنوعة، بالتمني على مفتي صيدا والجنوب الشيخ محمد سليم جلال الدين نقل صلاة العيد من مكانها المعتاد في المسجد العمري الكبير داخل المدينة القديمة الى مسجد المرحوم بهاء الدين الحريري، أو أقله الحؤول دون أن يؤم القاضي الشرعي الشيخ أحمد الزين المصلين ويخطب بهم في المسجد العمري. بيد أن الصلاة بقيت في مكانها المعتاد، في حضور المفتي جلال الدين وبإمامة الشيخ الزين، وهو ما يفسر مقاطعة أقطاب من عائلة الحريري وبعض المناصرين صلاة العيد في هذا الجامع الذي اعتاد أن يحتضن الصلاة الرسمية والشعبية، وتوجههم الى مساجد أخرى لا سيما مسجد الحريري.
ظهيرة العيد عراك بالأيدي عند مدخل صيدا الشمالي، قرب جسر الأولي، بين مناصرين لتيار «المستقبل» وعناصر من تيار المردة، الذين رغبوا في إطلالتهم الجنوبية الأولى (بعد تأسيس فرع في الجنوب) في توزيع «حلوى العيد» على المواطنين والسيارات. وتضاربت الروايات عن أسباب الإشكال، ففيما ذكرت مصادر «المستقبل» أن عناصر «المردة» عمدوا الى نزع صورة للرئيس رفيق الحريري وتعليق صورة لزعيم المردة سليمان فرنجيه مكانها، نفت «المردة» ومعها قوى معارضة، بشدة، هذه الرواية مشيرة الى أن صورة فرنجية وضعت في «كادر حديد» كان يضم صورة عميد الأسرى سمير القنطار، قبل أن تطيحها الرياح العاتية، وبتنسيق مع الجهة المعنية بوضع صورة القنطار، وأن المردة لا يعتزمون إبقاءها الا خلال فترة توزيع الحلوى. وطوقت قوى الجيش مكان الإشكال وأوقفت عدداً من المتهمين بافتعاله.
وكان لـ«خبرية» توقيف السلطات الأمنية مرافق رئيس بلدية صيدا عبد الرحمن البزري عدنان السعود (الذي أطلق فيما بعد) لقيامه بتهديد البزري بالقتل عبر مكالمة هاتفية، صداها القوي خلال أيام العيد، ورأى فيها معارضو رئيس البلدية محاولة «مفبركة» للفت الأنظار والقول «أنا هنا». ووزّع «المستقبليون» آلاف القصاصات تضمنت بياناً لقوى الأمن الداخلي عن توقيف السعود وتفاصيل عن الاتصال التهديدي.
في العيد أيضاً، احتلت عملية إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين حيزاً واسعاً من اهتمام الصيداويين، مع محاولات بعضهم منحها طابعاً مذهبياً ومحاولة استثمارها سياسياً. غير أن صاحب مقهى فلسطيني في صيدا يصوب لرواده بأن الإعدام هو مسؤولية الاحتلال الأميركي فقط، «ووصمة عار على الحكام العرب المتخاذلين إزاء الاحتلال»، فيما رفعت في شوارع عدة صور صدام وهو يتحدى محاكميه. وأقامت جبهة التحرير العربية (الجناح الفلسطيني لحزب البعث العراقي) احتفالاً تأبينياً للرئيس العراقي الراحل داخل مخيم عين الحلوة، ألقيت خلاله كلمات نددت بـ«جريمة العصر».