ليال حداد
الساعة السادسة مساء. بدأ الناس يتوافدون على مسرح راهبات الوردية في المنصورية، والسبب: حضور مسرحية «بعد في وقت...» التي يقدمها أطفال حركة الشبيبة الأرثوذكسية ــ فرع المنصورية، لمناسبة عيد الميلاد.
وتعتبر هذه المسرحية بمثابة تقليد سنوي تقدّمه الحركة للأولاد المنتسبين إليها الذين تراوح أعمارهم بين الخامسة والثانية عشرة. أما التمرين فيتكفله الناشطون في الحركة، وهم طبعاً بعيدون عن الاحتراف وعالمه.
تقول حنان عبده التي ألّفت المسرحية مع زوجها والتي تشرف على التمرين إن العمل الذي يقوم به كلّ المشاركين كبير والجهد مضاعف. فالفترة التي تسمح بتمرين الأولاد ضيقة جداً بسبب ارتباطهم بمدارسهم. لذلك، تقرّر عرض المسرحية في الثلاثين من شهر كانون الأوّل بحيث يتمّ التمرين طوال أسبوع العيدأما قصة المسرحية فتدور حول قرية لبنانية فيها رجلان يملكان طاحونين أحدهما صالح والآخر لا يهتم سوى بمصلحته الى أن تنكشف حقيقة الرجل الأناني. لكنّ أهل القرية يرفضون إبعاده ويسامحونه، غير انه يقرّر إبعاد نفسه. يبقى الوضع هكذا الى أن يسمع الرجل صوت ضميره يخبره بأنّه ليس وحيداً وأنّ وقت التوبة لم يفت بعد. تشبه القصة القصص التقليدية للميلاد لجهة التسامح والتوبة والرجل الصالح والآخر الشرير. غير ان الإضافات الموجودة في المسرحية من أناشيد وأغان أعطتها طابعاً مختلفاً. فنجد فيها مثلاً أغنية السيدة فيروز «كان عنا طاحون عنبع المي» وأغنية «يا مارق عالطواحين» وغيرها.
أما الأولاد الذي يمثلون فتبدو الحماسة عليهم، وكذلك الخوف من الصعود على المسرح. فتبدو سالي (6 سنوات) أكثر من متحمّسة للقيام برقصتها، فتعيد عشر مرات كل خطوة تتعلمها. أمّا نقولا شويري (10 سنوات) فيقول: «أريد أن أبذل كل ما في وسعي، فماما وبابا سيأتون لمشاهدة المسرحية وما بدي اتجرّص».