كرر مجلس المطارنة الموارنة انتقاده لاعتصام المعارضة في وسط بيروت، داعياً الى الحوار انطلاقاً من الثوابت التي أعلناها لتكوين سلطة تخرج البلد مما يتخبط فيه من محن ونكسات.عقد المجلس أمس اجتماعه الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك نصر الله صفير ،وأذاع على أثره أمين سر البطريركية المارونية المونسنيور يوسف طوق البيان الآتي:
«أولاً ــ إن ما يشهده لبنان من اعتصامات ومهرجانات لم يسبق لها مثيل فيه، ومن فقدان كلي للحوار بين المتخاصمين، قد شل الحركة في الوسط التجاري من العاصمة، وأوقع ويوقع خسائر فادحة في الفنادق والمطاعم والمتاجر، وحمل أصحابها على تسريح عمالهم، وإقفالها وهذه نكسة كبيرة في بلد يرزح تحت ديون باهظة ويستعد لمواجهة مطالب الدول التي ستساعده مالياً في مؤتمر باريس 3.
ثانياً ــ إن المبادرات التي خرج بها اللبنانيون أو الموفدون وصيغ الحكومات التي يقترحها أهل السياسة، يبدو انها لن تبصر النور لما يعتورها من صعوبات عصية على التذليل. وهل سيبقى البلد عرضة لما يصيبه من خسائر وما تمكن أحد من انتشاله من وهدته، سواء من أهله أو أصدقائه الذين يأتون إليه ويذهبون ويصفون له الدواء من دون ان يقضوا على ما ينهشه من داء؟
ثالثاً ــ يبدو ان المحكمة الدولية هي علة العلل في الوضع اللبناني، فهناك من يصرون على تشكيلها لوضع حد لمسلسل الاغتيالات التي تودي بخيرة رجالات لبنان، ومنهم وأغلبهم غير لبنانيين، يريدون تفشيل قيامها وصرف النظر عنها خوفاً من اكتشاف الحقيقة التي قد تتأذى منها مصالحهم.
رابعاً ــ إن الوضع اللبناني غير المستقر، والذي هو موضوع معالجة من جانب بعض الدول، قد يحمل هذه على نفض يدها منه، فيما لبنان يستعد لحضور مؤتمر باريس 3، لذلك يجب ان تأتي بادرة الخلاص وحسن النية من داخله، قبل ان تأتي من الخارج، والمثل الدارج يقول «ما حك جلدك مثل ظفرك».
خامساً ــ إن شلل المؤسسات الدستورية من رئاسة الجمهورية الى الحكومة الى المجلس النيابي التي تتهم إحداها الأخرى بانعدام الشرعية يوجب إيجاد صيغ أخرى من خلال حوار ينطلق من الثوابت التي سبق أن أعلناها لتكوين سلطة يخرج البلد مما يتخبط فيه من محن ونكسات.
سادساً ــ إنّا نسأل أبناءنا وجميع اللبنانيين ان يرفعوا عقولهم الى الله في بدء هذه السنة ويطلبوا إليه ان يباركها لتكون سنة خير يعمل اللبنانيون فيها ووسطاء الخير على إعادة لبنان الى سابق عهده من الاستقرار والسيادة والاستقلال والسلام».
(وطنية)