وصف السفير السعودي في لبنان عبد العزيز خوجة، بعد زيارته أمس رئيس المجلس النيابي نبيه بري، اللقاء بين العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز ووفد «حزب الله» بأنه «طيب»، مؤكداً أن المملكة «على مسافة واحدة من جميع الأطراف اللبنانيين، وبالتالي ليس مستغرباً أن تحصل لقاءات كهذه». وشدد على أن المملكة تدعم كل ما يتفق عليه اللبنانيون.وزار الخوجة أيضاً رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي استقبل أيضاً السفير المصري حسين ضرار، وجرى البحث في المستجدات السياسية على الساحة اللبنانية وسبل الخروج من الأزمة القائمة، إضافة إلى المساعي التي تبذل من قبل كل من السعودية ومصر في هذا المجال.
من جهته التقى بري النائب السابق إيلي الفرزلي الذي أوضح أن «الهاجس الأساسي هو كيفية صناعة وابتكار الآراء التي تؤدي إلى صناعة الاستقرار والسلام في لبنان»، محذراً من أن «الفتنة في لبنان ستؤدي إلى فتنة على مستوى الأقطار العربية برمتها، ومن هنا أفهم التحركين السعودي والمصري المشكورين باتجاه إعادة دفع الأمور نحو السكة الحقيقية التي تخدم الاستقرار في لبنان».
ووجه الفرزلي نداء إلى البطريرك الماروني نصر الله صفير «لدفع الأمور أيضاً باتجاه مبادرات محلية تؤمن اللقاء اللبناني ــ اللبناني، وتؤمن وحدة اللبنانيين على قاعدة الثوابت والمسلمات الأساسية التي طالما صنع الاستقرار في لبنان على أساسها»، لافتاً إلى أن «هناك مخاطر يجب أن تؤخذ في الاعتبار» وهي «لا تتهدد لبنان فقط، بل المنطقة بكاملها».
وقال الفرزلي أن «في البلد اليوم فوضى دستورية خطيرة كأن الخطة هي الإجهاز على الدستور اللبناني تمهيداً لجعل الحياة المشتركة التي ينظمها الدستور مستحيلة»، وأوضح أن «نائب رئيس مجلس النواب الذي يقوم مقام الرئيس أثناء غيابه أو تعذر بواجباته هو مكمل لدور الرئيس وجزء من الرئاسة ولا يشكل كياناً مستقلاً يقدم على أعمال من شأنها أن تقوض منطق الرئاسة، وبالتالي منطق المجلس النيابي». وقال: «اذا خلت سدة رئاسة المجلس النيابي فإن دور نائب رئيس مجلس النواب ليس أن ينصرف الى عقد الجلسات وان يقود المجلس في المدة المتبقية للرئاسة، بل دوره ان ينصرف فوراً الى كيفية ان يكون رئيساً لمجلس النواب، لأن هذا المركز هو مركز ميثاقي، فلا يجوز من قريب ولا من بعيد اللعب بالمسألة الدستورية وبروح الوفاق اللبناني، لذلك رجاء وصبراً ومهلاً على الدستور والحياة الدستورية في لبنان».
واستقبل بري رئيس البرلمان العربي محمد جاسم الصقر الذي رأى ان الاجواء الداخلية في لبنان ليست كما يجب، وقال: «نحن ندعم أي مبادرة لحل الازمة اللبنانية. وأنا هنا اليوم للبحث مع الرئيس بري في هذا الموضوع، وقد تكلمت مع (الأمين العام للجامعة العربية) الاخ عمرو موسى في هذا الموضوع، ونحن نريد ان نعرف ماذا نستطيع نحن كبرلمان عربي أن نفعل للبنان».
واستقبل بري مساء الرئيس أمين الجميل بحضور النائب الدكتور أيوب حميد، وجرى عرض للأوضاع الراهنة والتطورات، وغادر الجميل من دون الإدلاء بأي تصريح، وتوجه للقاء رئيس الحكومة فؤاد السنيورة.
(وطنية)