strong>طارق ترشيشي
مصادر قيادية: هل من علاقة بينها وبين اكتشاف شبكة رافع والتحالف مع دمشق؟

يطرح الحزب السوري القومي الاجتماعي اسئلة كثيرة وكبيرة عن الحملة المركزة التي يشنها فريق السلطة عليه منذ زمن، وبلغت ذروتها اخيراً في دهم الاجهزة الامنية لبعض مقاره في بيروت والكورة واعتقال بعض مسؤوليه وكوادره في 21 كانون الاول الماضي ومصادرة اسلحة وذخائر.
وسبقت هذه الاجراءات شبهات أُثيرت حول دور مزعوم للحزب في جريمة اغتيال الوزير بيار الجميل في 21 تشرين الثاني الماضي وما تلاها من إشكالات امنية بين عناصر من حزب الكتائب وآخرين من الحزب القومي في مكتبه في بكفيا، وبلدات أخرى في المتن طوقها الجيش اللبناني سريعاً لكن ذيولها ما تزال ماثلة على ارض الواقع.
ويقول مصدر قيادي في الحزب، إن ما يتعرض له من حملات «يستهدف وجوده كأحد ابرز الاحزاب العلمانية التي لم تسقط على رغم ما تعرضت له على مدى عمر الازمة اللبنانية وظلت تطل على كل القوى والشرائح والطوائف مانعة انزلاق لبنان الى دويلات طائفية ومذهبية وجاعلة من نفسها نواة يبنى عليها للوصول بلبنان الى دولة الاحزاب التي تتنافس ديموقراطياً على تأمين التغيير الديموقراطي الذي يليق به».
ويستغرب المصدر إصرار السلطة على التعاطي مع الحزب القومي على اساس انه «حزب امني» متناسية انه حزب سياسي قومي واجتماعي يتعاطى الثقافة والمسرح والعمل الاجتماعي والتربوي الى جانب تعاطيه العمل السياسي والمقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي، شأنه شأن أحزاب كثيرة.
ورأى أن الحملة التي يتعرض لها الحزب من باب التوقيفات وما ينشر عن مضامين التحقيقات مع الموقوفين، انما يراد منها الضغط على القضاء لتكريس مناخ داخل الرأي العام مفاده أن الحزب متورط في جرائم تفجير واغتيال. علماً بأن القضاء باشر اول من امس التحقيق مع هؤلاء الذين تقلص عددهم من تسعة الى سبعة اشخاص بعد إطلاق اثنين منهم، بعد مضي اكثر من اسبوعين على توقيفهم.
ويشير المصدر نفسه الى أن الموقوفين ضربوا حتى أُغمي عليهم خلال التحقيقات الأمنية التي أُجريت معهم، وأن بعضهم اجبر على الإدلاء باعترافات وتوقيعها تحت التعذيب «ولدينا تقارير من الطبيب الشرعي تثبت تعرضهم للضرب حتى أُغمي عليهم»، مضيفاً أن الموقوفين هم من المقاومين وليسوا ميليشيا، وطوني منصور ليس مسؤولاً امنياً في الحزب، بل هو مسؤول النظام والانضباط في منفذية الكورة، وأهالي المنطقة يعرفون هؤلاء جيداً.
ويصف المصدر إن التهمة التي وجهت للحزب بأنه حاول تفجير عبوة لتعطيل المهرجان الذي اقامه حزب الكتائب في الكورة في 15 كانون الثاني 2005 بأنها «نكتة الموسم»، ويسأل: «اين هي العبوة التي قيل انه تم تحضيرها ولم تنفجر»؟ مضيفاً: «لو أن الحزب كان ينوي فعلاً تعطيل المهرجان الكتائبي لكان لجأ الى افتعال مشكلة لهذه الغاية في مكان المهرجان بعدما تعطلت العبوة المزعومة. لكن ما حصل أن المهرجان اقيم ولم ترافقه اي اشكالات». ويرى المصدر القيادي نفسه «ان ما يجري هو افتراء كبير على الحزب القومي ورمي اتهامات على اناس ابرياء لا علاقة لهم بأي جريمة». ويضيف: «ان الاسلحة والذخائر التي صودرت كما بات معلوماً قديمة وعمرها من عمر الحرب، وموجود مثلها لدى كثير من الاحزاب، واذا كانت الحجة انها موجودة في الكورة بعيداً عن ميدان عمل المقاومة في الجنوب رداً على تأكيد الحزب بأنه كان يحتفظ بها لغرض مقاومة اسرائيل، فإننا نذكّر اصحاب هذه الحجة بأن اسرائيل نفّذت انزالات في الأرز وفي مناطق لبنانية عدة خارج الجنوب خلال عدوانها على لبنان في تموز الماضي، فهل كان المطلوب الذهاب الى الجنوب للإتيان بأسلحة لصد هذه الانزالات؟».
ويستغرب المصدر القول بأن الحزب القومي ينافس حزب الكتائب على الساحة المسيحية، ويذكّر بأنه منذ التوصل الى اتفاق الطائف نشأت علاقة جيدة واحياناً كانت تحالفية انتخابية مع الكتائب ومع الرئيس امين الجميل «الذي لم نُبعده نحن عن المتن الى الخارج لسنوات، فمن هدده وأبعده معروف وهو نفسه من نافسه وينافسه على الساحة المسيحية في كل المناطق لا نحن كحزب علماني لا طائفي».
وإذ يمتنع المصدر عن الخوض في مزيد من التفاصيل عما يتعرض له الحزب من مضايقات، فإن اوساطاً متابعة تخشى أن تكون الغاية من ذلك تأسيس «ملف أمني» اتهامي للحزب بسبب علاقته الاستراتيجية بسوريا وبسبب ما شاع عن دور اساسي له في كشف شبكة محمود رافع التخريبية الاسرائيلية التي انقطعت الاخبار عن التحقيقات فيها منذ 12 حزيران الماضي تقريباً.