strong>محمد دياب
يجمع جمال أبو العز في شخصه، الى جانب اهتمامه بإدارة كافيتريا الفرع الاول في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية، مهمة المصلح والمقرب بين الطلاب. فينطبق عليه بامتياز لقب «مختار الكلية» الذي يعرفونه به. قصة جمال مع الكلية بدأت بغير ما انتهت اليه. فبعد خمس سنوات من الدراسة، وبعد حيازته إجازة في الفلسفة وخوضه تجربة قصيرة في مجال التدريس، تحوّل عمله إلى إدارة الكافيتريا، علّه يجني بعضاً من المال ويعود إلى هواية اللهو والعبث التي امتهنها بعيد سفر حبيبته وتركها له.
في داخل الكافيتريا، يطغى صوت السيدة فيروز، مزيلاً حدة النقاشات السياسية والحواجز بين الطلاب المنقسمين كما البلد. نقاشات مفتوحة على كل الموضوعات، يتولى فيها «المختار»، ومن موقعه كأحد قدماء الكلية، مهمّة التدخّل بين الفينة والأخرى على خط التهدئة ليعيد المياه بين الطلاب الى مجاريها.
يقول جمال متحدثاً عن الكافيتريا: «لقد جمعت الطلاب السياسيين أيّام كان اليسار في عزّه». ويضيف «أنا أحبها بكل ما فيها. كنت دائماً أطمح الى أن أكون صحافياً، إلا أنّي تخاذلت عن تحقيق طموحي على الرغم من أن لدي ملكة الكتابة، لأن عملي يعود عليّ بالمال الذي احتاج اليه، ولا يمكنني الاستغناء عنه».
أبو العزّ المجاز في الفلسفة، والشاعر، و«الجكل»، نموذج فريد لشباب لبنان الذي أمسى هدفه تحسين الوضع المادي بعيداً من الشهادات في بلد يرفضون مغادرته. وربّما كان حبهم في البقاء نابعاً من تفاؤلهم الدائم بأن الوضع سيتحسن، على الرغم من الوضع السياسي السيئ الذي يعيشونه.