strong>الصقر: نسعى لجمع الأطراف المختلفة للتحاور
أكد رئيس الجمهورية إميل لحود «ان لبنان يرحب بأي مبادرة عربية لحل الأزمة الراهنة، تحفظ له قوته ووحدته أرضاً وشعباً ومؤسسات، وتوفر مشاركة اللبنانيين في صنع مستقبل وطنهم من دون أي تمييز بين فريق وآخر».
وأوضح لحود خلال استقباله رئيس البرلمان العربي محمد جاسم الصقر «ان أي تحرك من شأنه تغليب فئة لبنانية على أخرى، أو تهميش هذه الجهة أو تلك، يحمل في طياته بذور مواجهة جديدة بين اللبنانيين شبيهة بالمواجهات التي كانت تحصل سابقاً، والتي جاء اتفاق الطائف ليضع حداً لها ويؤسس لوفاق وطني يُستهدف اليوم من الجهات المعادية للبنان».
وجدد التأكيد ان التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية اللبنانية تزيد الأمور تعقيداً «لأنها تدفع ببعض الأفرقاء الى الاستقواء بالخارج، فيما المصلحة اللبنانية العليا تفترض تلاقي جميع اللبنانيين على ما يوحدهم ويعزز قدرتهم على المقاومة والصمود ومواجهة المخططات المعادية التي تقف وراءها اسرائيل والجهات الدولية التي تدعمها».
وكان الرئيس الصقر قد نقل الى الرئيس لحود في مستهل اللقاء تحيات أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، وأطلعه على التحرك الذي ينوي القيام به في محاولة من البرلمان العربي للمساهمة في تقريب وجهات النظر بين اللبنانيين، عارضاً أفكاراً محددة في هذا الاتجاه.
وبعد اللقاء، قال الصقر «نحن في زيارة للبنان، نلتقي خلالها كل القيادات اللبنانية، وعلى رأسها رئيس الجمهورية. وقد قابلنا (أول من) أمس الرئيس (فؤاد) السنيورة وسنقابل الرئيس (نبيه) بري، كما التقينا السيد وليد جنبلاط»، موضحاً «أننا لا نقوم بوساطة، ولكن نحن نفكر في جمع الأطراف المختلفة في لبنان للتحاور، أما الوساطة فتقوم بها جهات أخرى كالحكومات العربية أو جامعة الدول العربية».
من جهة أخرى، استقبل الرئيس لحود سفير الكويت علي سليمان السعيد في زيارة وداعية لمناسبة انتهاء فترة عمله في لبنان ومنحه وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط أكبر تقديراً لعطاءاته من أجل تطوير العلاقات الثنائية في كل المجالات.
والتقى لحود رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير السابق علي قانصو الذي أكد ان البحث تناول «الحملة التي تستهدف الحزب بسبب خياراته السياسية ومواقفه وتحالفاته التي تقودها وسائل الإعلام التابعة لفريق 14 شباط».
وإذ أعرب عن ثقته الكاملة بالقضاء اللبناني، أشار قانصو الى ان «التهم الموجهة الى الحزب سياسية». وتطرق الى الوضع السياسي الراهن وانسداد أفق أي تسوية قريبة، وذلك «بسبب تعنّت الفريق الحاكم وإصراره على الاستئثار بالحكم ورفض مشاركة سائر القوى، على رغم الحشد الشعبي غير المسبوق الذي شهدته ساحات بيروت». واعتبر ان «الكلام الواعد على مؤتمر باريس 3 هو أقرب الى الأوهام ما لم يتوافر الاستقرار الذي لن يعوضه أي شيء آخر».
ولم ير قانصو في الورقة الإصلاحية التي قدمها الرئيس السنيورة أي بعد إصلاحي، ملاحظاًً النية «زيادة الضرائب وساعات العمل من دون أجر إضافي، وما الى ذلك من أمور تمس الحقوق المكتسبة للفئات من ذوي الدخل المحدود».
وشدد على «أن الإصلاح يبدأ بالإصلاح السياسي من خلال قانون انتخابات نيابية عصري يقوم على النسبية وإجراء انتخابات مبكرة تنبثق منها سلطة جديدة».
كذلك، التقى لحود النائب مروان فارس الذي شدد على «ضرورة قيام حركة إنقاذية تخرج البلد من كبوته»، لافتاً الى دور رئيس الجمهورية في هذا الإطار «الذي يملك صلاحية توقيع مرسوم تأليف الحكومة وبالتالي سحب هذا التوقيع متى كان ذلك ضرورياً».
وعن الورقة الاقتصادية التي قدمها الرئيس السنيورة، قال انها ليست ورقة إصلاحية بل جملة ضرائب وقال: «نحن لسنا ضد أي مساعدة دولية للبنان لكن شرط ان تكون لمصلحته لا لمصلحة الدول التي تواصل تدخلها لفرض الشروط والقرارات عليه، وآخرها القراران 1559 و1701».
وتناول الحملة التي يتعرض لها الحزب السوري القومي الاجتماعي، معتبراً ان «كل طرف على علاقة بالمقاومة يتعرض لهجوم من الطرف المستأثر بالسلطة».
وعرض لحود أوضاع المغتربين مع وفد من الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم برئاسة أحمد ناصر.
(وطنية)