يريدون إدخال لبنان نادي باريس للدول المفلسة وإملاء الشروط علينا
أعلن رئيس الجمهورية إميل لحود أن الضغوط لا تزال تمارس على لبنان لنزع سلاح المقاومة بهدف إضعافه تمهيداً لتوطين الفلسطينيين فيه وإسقاط حق عودتهم إلى أرضهم.
وقال: «كما وقفنا في السابق في وجه تحقيق هذه الأهداف، سنستمر على موقفنا في مواجهة بعض تجار السياسة في لبنان الذين يفضلون مصالحهم الشخصية على مصلحة أرضهم وكراماتهم، لأن كل شيء بالنسبة إليهم له سعره».
وتساءل لحود خلال استقباله وفد رابطة مخاتير قضاء النبطية: «هل يعقل أن نصف اللبنانيين لا يشارك في مؤتمر باريس ــ 3، وهل يريدون سلق هذا الأمر قبل رحيل الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي لديه مصالح شخصية يريد المحافظة عليها؟».وجدد المطالبة بإقرار قانون انتخابي جديد يكون عادلاً ويساوي بين المناطق، مشيراً إلى أن من يعوق تنفيذ هذا الأمر «لا يريد أن يختار اللبنانيون من يمثلهم حقيقة».
وأوضح أن الاجتماعات التي تعقد تحت تسمية جلسات مجلس الوزراء هي لتمرير القرارات التي لم يتمكنوا من اتخاذها قبلاً كتلك المتعلقة بالخلوي وتشكيل الهيئة الناظمة للاتصالات مع كل ما اعترى هذه العملية من شوائب، والأمر نفسه يصح بالنسبة إلى قطاع المياه. وكشف لحود عن أن الهدف من ذلك هو إعطاء القطاعات المربحة في لبنان إلى شركات يملكون حصصاً فيها، وتعود الأرباح إليهم شخصياً لا إلى الدولة، «فتفتقر البلاد لكونها واقعة في الديون، ويدخلونها في نادي باريس الخاص بالدول المفلسة ويملون علينا الشروط السياسية التي يريدون، وتبقى الطبقة نفسها ممسكة بكل مقومات الدولة إلى الأبد».
وشدد لحود على أنه بسبب كل هذه المواضيع المهمة، يجب تشكيل حكومة وحدة وطنية بأسرع وقت ممكن، تشارك فيها المعارضة وتعطي قوة لمؤتمر باريس ــ3، مشيراً إلى «أنه لا خلاص إلا بالعودة إلى لبنان، واتخاذ القرارات فيه وليس في السفارات». وأبدى تفاؤله بالدور الكبير للبنان ليلعبه في المنطقة والعالم.
من جة أخرى دعا لحود خلال استقباله وفد البرلمانيين البريطانيين والأوروبيين الذي يقوم بمهمة استطلاع الحقائق بدعوة من المنظمة الإنكليزية العربية التي يترأسها نظمي أوجي إلى عدم ممارسة الضغوط على الأمم المتحدة وإبقائها قادرة على لعب دورها في تحقيق السلام في العالم بحيادية وإيجابية، مشيراً إلى أن «حل أزمة الشرق الأوسط لن يكون إلا من خلال مؤتمر شبيه بمؤتمر مدريد لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة من خلال حلول ترتكز على قرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية التي أقرتها قمة بيروت في العام 2002».
وطمأن لحود إلى أن لا حرب أهلية متوقعة في لبنان، مؤكداً أن «كل المسائل العالقة يجب أن تحل من خلال الحوار المبني على الثقة بين جميع اللبنانيين».
وإذ جدد «دعمه لإنشاء المحكمة الدولية وصولاً إلى معرفة الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه»، دعا إلى «عدم تسييس المحكمة»، لافتاً إلى «وجود مؤشرات من خلال بعض النصوص في نظام عملها يمكن استغلالها سياسياً».
وانتقد لحود «التدخلات الخارجية، ولا سيما الأميركية والفرنسية في الشؤون الداخلية اللبنانية» مشيراً إلى أن «هذه التدخلات تؤذي وحدة لبنان وتجعل فريقاً من اللبنانيين يحاول فرض إرادته على الفريق الآخر، ما يحدث خللاً أساسياً في التركيبة اللبنانية القائمة على التوافق والوحدة، في حين أن المطلوب أن يترك اللبنانيون لحل مشاكلهم بعضهم مع بعض من دون أي تأثير خارجي».
وأوضح لحود «أن سوريا وقفت دائماً إلى جانب لبنان وهي منذ انسحاب قواتها في عام 2005 تؤكد أنها تسعى إلى أفضل العلاقات مع لبنان».
وبعد اللقاء، أوضح عضو الوفد اللورد ديفيد ستيل أن هدف زيارة الوفد إلى لبنان «الاطلاع عن كثب عما يجري عوض البقاء مجرد مراقبين من بعد، والتعرف إلى مشاكله، بالإضافة إلى نجاحات وإخفاقات المكونات المختلفة فيه»، مشيراً إلى أن الوفد سيزور سوريا في وقت لاحق لمدة يومين.
من جهته رأى جاكسون سانتير أنه «لا بد من إيجاد حل فوري للأزمة القائمة، ولا سيما أن هناك نية لعقد مؤتمر «باريس 3» في الخامس والعشرين من الشهر الحالي وعدم التوصل إلى مثل هذا الحل، سيعطي مؤشراً سلبياً للمجتمع الدولي ولا سيما الأوروبي الذي يريد مساعدة لبنان في إعادة الإعمار».
بدوره أوضح أوجي أن «الوفد يعتزم توجيه دعوات إلى البرلمانيين السوريين واللبنانيين لزيارة البرلمان البريطاني والبرلمانات الأوروبية بهدف عرض وجهات نظرهم أمام السياسيين الأوروبيين وإطلاع الرأي العام الغربي على حقيقة الموقف في المنطقة»، وأشار إلى أن «الزيارة تهدف إلى مد جسور التعاون مع الدول العربية والوقوف على المشكلات التي تدفع بالمنطقة إلى التأزم السياسي والحروب»، لافتاً إلى أن «المنظمة تسعى إلى ردم الهوة بين العالم الغربي والدول العربية واستحداث آليات للتفاهم».
وتابع: «هذه الزيارة هي مقدمة لمبادرة سياسية ــ اقتصادية تتبناها المنظمة تسعى إلى انفتاح الغرب على قضايا المنطقة. ولن تقتصر المبادرة على سوريا ولبنان ولكنها تشمل بعض الدول العربية».
وزار الوفد رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة.
ووصف أوجي اللقاء مع الأخير بأنه جيد وتخلله نقاش معمق مع أفراد المجموعة، وقال: «ما يسعدنا هو أننا للمرة الأولى سمعنا كلاماً إيجابياً، فدولة الرئيس يأمل أن يكون هناك حل للمشكلة في لبنان، ونحن بانتظار هذا الحل. فنحن حريصون على أن يكون هناك توافق، وإنه حصلت بعض التنازلات من أجل مصلحة لبنان واللبنانيين لأن الوضع الاقتصادي أصبح سيئاً جداً واللبنانيون بانتظار حل ممن يؤمنون بلبنان ومصلحته، ونحن ننتظر بادرة خير في هذا المجال».
(وطنية)