• فضل الله: الأميركيون سرّ الفوضى
  • مفتي عكار: الفرحون بشنق صدام هم من يعرقل المحكمة الدولية

    أجمع خطباء الجمعة على ضرورة نبذ الدعوات المثيرة للحساسيات والعصبيات المذهبية، كخطوة أساسية لتأمين الاستقرار السياسي والوطني في لبنان، وكشرط لتحقيق الوفاق في حكومة وحدة وطنية. وشكّلت القضية العراقية محوراً أساسياً في الخطبوتراوحت ما بين التركيز على إعدام الرئيس العراقي صدام حسين استنكاراً حيث «تمّ صبيحة عيد الأضحى، ما شكّل استفزازاً لمشاعر السواد الأعظم من العرب والمسلمين»، أو عبر الدعوة إلى «وأد نيران الفتنة».
    وأكد المرجع السيد محمد حسين فضل الله أن أي مبادرة خارجية لمساعدة لبنان «لن تنجح إذا لم يتحقق الوفاق في حكومة وحدة وطنية»، ولفت إلى أن أول خطوة في الاستقرار هي «مواجهة كل الدعوات التي تعمد إلى إثارة العصبية الغرائزية التي تستغل الحماس الديني المذهبي»، محذراً «الذين يحاولون إثارة الحساسيات والعصبيات التي تعطل أي وفاق وتسقط أي مبادرة»، لأن المطلوب هو «كيف نردم الهوة بين الأفرقاء، لا كيف نصنع هوة جديدة».
    وفي الشأن العراقي، أشار فضل الله إلى أن المشكلة في الفشل الأميركي «ليست في عدد الجنود، بل في السياسة التي تدير الاحتلال وتعطل كل الحلول الداخلية، وفي الاحتلال نفسه الذي يرفضه العراقيون»، مؤكداً أن الأميركيين هم «سر الفوضى الأمنية والنهب والقصور في الخدمات الحيوية، لأنهم يخططون للبقاء طويلاً في العراق، ويواصلون تحركهم لإذكاء نيران الفتنة الإسلامية بين السنة والشيعة، وصولاً إلى تأليب الواقع العربي ضد سوريا وايران والمقاومة الإسلامية في لبنان».
    ورأى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان أن لبنان «يحتاج إلى ثورة بيضاء، لوضع الحقوق في محلها»، والعراق «مصاب بالفتن والشرذمة، وعلى العراقيين أن يخافوا الله ويرحموا أنفسهم ويبتعدوا عن القول السيئ والعمل الذي يغضب الله»، لافتاً إلى أن إنقاذ الفلسطينيين «يكون بوحدة صفهم».
    ورأى مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس أن إعدام صدام حسين «شكّل استفزازاً لمشاعر السواد الأعظم من العرب والمسلمين، وتحملاً لدم ثقيل كنا نتمنى لو كان بغير ذلك».
    من جهته، استغرب مفتي عكار الشيخ أسامة الرفاعي «مظاهر الفرح والابتهاج بإعدام الرئيس العراقي صدام حسين، لأنه سفك دماء الأبرياء، فيما نرى الفريق نفسه يعرقل الحملة ذات الطابع الدولي لمحاكمة من اغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه»، متسائلاً: «لماذا الكيل بمكيالين، أم هل وراء الأكمة ما وراءها؟».
    واستنكر عضو المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الشيخ محمد الأروادي «أن تجرى الإعدامات صبيحة عيد الأضحى المبارك»، مشيراً إلى أن ذلك «يحمل دلالات خطيرة تؤذي الفاعلين قبل غيرهم».
    بدوره، رأى رئيس هيئة علماء جبل عامل العلامة الشيخ عفيف النابلسي أن الدولة في لبنان «ليست مؤسسة الشعب»، والحكومة ما هي إلا «حلف شوفيني، أمعنت استفزازاً واستئثاراً وتواطؤاً، فخرقت القوانين والدستور، وتعاونت مع الإدارة الأميركية، وانقلبت على مواثيقها مع المقاومة لتكسب لنفسها موقعاً في جنة المحافظين الجدد».