علي سلمان
تعدّ مدرسة شمسطار الرسمية معلماً من معالم لبنان التاريخية نظراً لقدمها وتاريخ انشائها الذي يعود الى ثلاثينيات القرن الماضي، فضلاً عن طريقة بنائها وشكلها الهندسي حيث تتكون جدرانها من الاحجار التراثية المرصوفة كأسنان المشط. وشبابيكها لا تزال تحافظ على شكلها بحديدها القديم الذي لم يخضع لعمليات «التجميل العصرية». خضعت المدرسة في مسيرتها الطويلة لعمليات ترميم وإضافات عدة، اذ اضيفت اليها غرف لاستيعاب التلامذة تبعاً لازدياد عدد سكان البلدة المطرد. وجرى تأهيل سطحها وملعبها أكثر من مرة. جرت هذه التعديلات من دون المساس بجوهرها المعماري الذي لا يزال شاهداً على تاريخها حتى اليوم.
ويستذكر الحاج عباس سيف الدين ايامه في المدرسة اوائل تأسيسها وكيف كانوا يجلسون في الصف على احجار صغيرة متحلقين حول معلمهم الذي كان ينفّذ عليهم «كبسات» في البيوت لمعرفة ما اذا كانوا يقومون بواجباتهم المدرسية ام لا.
ويروي الحاج مهدي سلمان كيف كان يتحلق التلامذة حول موقدة الصف ايام فصل الشتاء والكل يحاول ان يحصل ولو على «هبة» دفء واحدة لأن النار «شحيحة» والوقود موجود بندرة حيث كان يفرض على كل تلميذ أن يأتي بقطعة من الحطب «حصته من الدفء»، وإلا فقد حقه في حضور الحصة التعليمية. ويتحسّر الحاج محمد الطفيلي على ايام الدراسة القديمة «رغم قلة المعلمين وقتها». ويثني على جهود المعلم الذي كان يواكبنا في الصف والملعب والطريق والبيت، لأن هدفه كان نجاحنا. ويشير الى ان للمدرسة فضلاً على كثيرين «لأنها صنعت رجالاً نكبر بهم».
المدرسة التي بلغت من الكبر عتياً، حق لها أن تستريح وتحال على «التقاعد»، وخصوصاً أنها اصبحت عاجزة عن تلبية حاجات البلدة لناحية عدم قدرتها على استيعاب أعداد التلامذة من جهة وعدم استطاعتها مواكبة التطور لناحية الشكل والبناء من جهة اخرى. وفي هذا الاطار، قُدّمت افكار واقتراحات لتحويلها الى مكتبة تراثية «عرفاناً للجميل» لدورها الرائد في مجال التربية والتعليم.