«حملته تعبير عن الضيق والتوتر بعد فشل رهاناته على الحرب الإسرائيلية»
رد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله بعنف على رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري، ورأى في حملة الأخير على حزب الله «تعبيراً عن الضيق والتوتر بعد فشل رهاناته على الحرب الإسرائيلية والضغوط الدولية، وبعد فشل حملته على المقاومة وقائدها لتشويه صورتها»، معتبراً أن «من نكد الدهر أن يصبح الحريري ناطقاً بالبراءة والاتهام».
وقال فضل الله في تصريح أمس: «نوافق النائب الحريري أن لبنان يتعرض لموجة من الإرهاب السياسي الفكري. وهذا ما ينضح به بيانه المليء بلغة التهديد والوعيد الذي لم تسلم منه حتى التحركات العمالية ضد ورقة فريقه الاقتصادية، ومثل هذا الإرهاب السياسي والفكري تتجلى صوره في قمع الحريات الإعلامية التي يمارسها فريق السلطة»، مشيراً الى «أن سياسة نشر الفوضى وتعطيل المؤسسات الدستورية باتت سمة ملازمة لفريق السلطة (...) ولئن يعمد النائب الحريري إلى تنصيب نفسه قاضياً يبرّئ من يريد ويكيل التهم لمن يشاء في ما يتعلق بجرائم الاغتيال، فإننا نحيله إلى تصريحات شريكه الاستراتيجي والمحرك الفعلي لفريقه، النائب وليد جنبلاط، الذي أفصح عن حقيقة أهداف المحكمة الدولية، وأيضاً إلى حليفه الآخر سمير جعجع الذي سبق أن حذر من اتهامنا بالجرائم إذا لم نَعُدْ عن استقالة الوزراء. وإذا كان حزب الله لا يحتاج إلى صك براءة من أحد، وإذا كان من نكد الدهر أن يصبح النائب الحريري ناطقاً بالبراءة والاتهام، فإننا، بكل أسف، ومن خلال تجربتنا مع النائب الحريري، لمسنا أنه لا يقيم وزناً لأي التزام أو كلام، إذ لا يملك قراره فهو ينقاد لرأي حليفيه كما حصل منذ اتفاق الرياض الشهير إلى الموقف من المبادرات العربية ومنها المبادرة السعودية، الذي عاد واعتذر عنه».
وأكد فضل الله «أن موقف حزب الله من المحكمة الدولية واضح وصريح، فهو يدعو دائماً الى مناقشة تفاصيل المحكمة وفق الآليات الدستورية والسياسية المتعارفة في لبنان، وفي الوقت ذاته، يضع اتهامات جنبلاط في سياق مشروع متكامل لن تنفع معه محاولات النائب الحريري توزيع الأدوار، لاقتناعنا بأنه، في النهاية، يسير خلف جنبلاط، لذلك فإن مصلحة الحقيقة وكشف المجرمين هي في إنشاء محكمة جنائية تحظى بموافقة اللبنانيين وليست محكمة سياسية تكون أداة في يد الإدارة الأميركية للاقتصاص من كل من يعارض سياستها». ورأى «أن من يتحمل مسؤولية إخفاق مؤتمر باريس ــــــ3، من قبل أن يبدأ، هو السلطة التي أصرت على زجّه في أتون الخلاف الداخلي واستحضرته بتعليمات خارجية لتحوير أسباب المشكلة السياسية»، معتبراً أن «من يحرص على إنجاح المؤتمر لا يزجه في قلب أزمة سياسية عاصفة ويعمد إلى تحويله مادة ابتزاز (...)»، ناصحاً الحريري «بالإقلاع عن هذه الذهنية والعودة إلى منطق الشراكة (وهو) يدرك في قرارة نفسه أن تعطيل المبادرات العربية سابقاً وحالياً إنما سببه رفض الشراكة والتمسك بمنطق التفرد والاستئثار استجابة لتعليمات خارجية وبالتحديد من الإدارة الأميركية».
ورأى فضل الله في الحملة الجديدة للنائب الحريري على حزب الله «تعبيراً عن الضيق والتوتر بعد فشل رهاناته على الحرب الإسرائيلية وعلى الضغوط الدولية وبعد فشل حملته على المقاومة وقائدها لتشويه صورتها العربية والإسلامية، ونحن ندرك حجم التأزم الذي أصابه بعد التحرك العربي تجاه حزب الله، فلم يجد في جعبته سوى تكرار اتهامات لم تعد تنطلي على أحد (...) أما حديثه عن الفساد والإفساد والدين العام فنحيله إلى سلوك فريقه السياسي وتاريخه في هذا الشأن وخصوصاً أن من كان وزيراً للمال أيام الاستدانة هو الآن على رأس فريقه في السلطة».
ووصف «تكرار النائب الحريري للمعزوفة ذاتها لحليفه جنبلاط عن النظام الأمني السوري ــــــ الايراني واتهام المعارضة، وفي طليعتها حزب الله، بالسير في مخطط خارجي» بأنه «معزوفة بالية لا تصل سوى إلى آذان فريق السلطة ورعاتهم الخارجيين، إذ إن تجاهل أزمة سياسية حادة والاستيلاء على مؤسسات الدولة وتعطيل الدستور يعبّر عن عقلية تتحكم بالنائب الحريري الذي لم يتعوّد بعد على طبيعة المجتمع اللبناني القائم على الشراكة والتوافق، ولا يمكن أن تسود فيه سياسة الحاكم الأوحد الذي يحكم مع حاشيته وندمائه».
وختم فضل الله بدعوة النائب الحريري «الى الوقوف بكل جرأة وإعلان رفضه للإملاءات الخارجية والانحياز إلى جانب اللبنانيين بدل هذا الرهان العقيم على المساندة الدولية، وبدل هذا التصنيف للبنانيين وتحريضهم بعضهم على بعض، وبدل هذه التهديدات التي يسوقها ضد الآخرين، وبدل هذا التلويح بالتقاتل والفتنة»، معتبراً أن «الفرصة متاحة أمامه للخروج من هذا النفق الذي أدخل البلاد إليه، وبالتالي إعطاء فرصة لهذا البلد كي ينهض من أزماته على قاعدة الشراكة والتعاون».
(الأخبار)