رحب الرئيس سليم الحص بمؤتمر «باريس 3»، إذ إنه «من المفترض أن يكون معدّاً للمساعدة على إنعاش الاقتصاد الوطني وتنميته»، لكنه رأى «من المسلّمات أن لا انتعاش يمكن تحقيقه ولا نمو في الاقتصاد في غياب الاستقرار السياسي والأمني، هذا ما يجب أن تعرفه الحكومة اللبنانية والدول المشاركة في المؤتمر».وتساءل الحص في بيان أمس باسم منبر الوحدة الوطنية (القوة الثالثة): «علام المؤتمر إذاً؟ إذا كان الهدف المقصود منه دعم الحكومة اللبنانية فهنيئاً لها. ولو شاءت هذه الحكومة أن يكون للمؤتمر فعله الاقتصادي المنشود لسارعت الى طلب الحل للأزمة السياسية، علماً بأن الحكومة ليست مجرد طرف في هذه الأزمة بل هي محورها. وما لم يتوصل اللبنانيون الى حل سريع لأزمتهم المستحكمة، فإن المؤتمر الذي تعلّق عليه الآمال الكبار لن يكون مجدياً، ولن يكون منه سوى تعزيز موقع فريق في النزاع الداخلي على حساب فريق آخر. وسيكون أشبه بعملية تجميل لعليل يحتضر».
ورأى أن «ما يسمى ورقة إصلاحية لا تأتي بجديد. إنها تطرح ما كان يمكن لهذه الحكومة وحكومات سبقتها منذ عام 1992 أن تلتزم وتطبّق من دون أن يكون هناك مؤتمر دولي، فلماذا لم تقدم على ذلك هذه الحكومة وحكومات سابقة كان رئيس الحكومة الحالي ركناً من أركانها، لا بل مسؤولاً عن ماليّتها، ولماذا ستستطيع الحكومة اليوم ما لم تستطع في الماضي؟». وخلص الى أن «مشكلة لبنان ليست اقتصادية، إنها مشكلة وطن ومواطنة، ومشكلة نظام، لا بل مشكلة أخلاق باستشراء الفساد، ولولا هذه المشاكل لكان لبنان كفيلاً بنفسه اقتصادياً (...) ونظراً الى هذا الواقع الذي لا مراء فيه، فإننا نعتبر أن الأولوية يجب أن تكون لاستعادة الثقة والاستقرار السياسي والأمني بحل يجترح للأزمة المستعصية التي تمزق مجتمعنا وتهدد مصيرنا الوطني وتحجب عنا آفاق الازدهار والنمو».
(وطنية)