بنت جبيل ـــ داني الأمين
كثرت احتجاجات الأهالي على أداء الجنود الفرنسيين العاملين في إطار قوات «اليونيفيل»؛ فبعد أن عمّ خبر السرقة التي قام بها بعض الجنود الإيطاليين في بلدة حاريص، يُبدي أهالي عدد من البلدات المجاورة، انزعاجهم من الآليات المجنزرة التابعة للقوة الفرنسية، التي تعبر الطرقات العامة وتسبب الخراب فيها وتزعج سكينة الأهالي.
ففي بلدتي دير كيفا وبرج قلاويه، حيث المركز الرئيسي للقوات الفرنسية المنتشرة على مساحة ستين ألف متر مربع؛ ويشغله نحو 500 جندي وضابط، لم يعتد الأهالي بعد التعامل مع جنود الموقع، نظراً للغموض والحذر اللذين يظهرونهما في تعاملهم مع المواطنين. يقول الحاج أحمد رميتي من ديركيفا «يتعامل الجنود مع الأهالي بخوف وحذر على خلاف القوات الدولية التي كانت تقيم هنا، إضافة إلى أنهم يذرعون بدباباتهم المجنزرة الأحياء والطرقات من دون أي اعتبار للمصلحة العامة».
أما المواطن علي أحمد نور الدين من برج قلاويه فقد اتهم «القوات الفرنسية بتعطيل أنابيب المياه التي تغذي الحي السكني المجاور للمقر العسكري، وبرغم مطالبة الأهالي بإصلاحه منذ أربعة أشهر، ما زال الفرنسيون يتنصلون من مسؤوليتهم، علماً بأن أهالي الحي يضطرون بسبب ذلك الى شراء المياه من الخارج، فضلاً عما تسبّبه مجاري الموقع من روائح كريهة؛ ناهيك عن أصوات الآليات خلال تنقلها ليلاً ونهاراً». ويشير نور الدين والعديد من الأهالي إلى أن «بعض الجنود من القوة الفرنسية، يسألون التجار، باستمرار، عن بعض المخدرات؛ وقد حصل أخيراً أن الجيش اللبناني ألقى القبض على بعض المدنيين من خارج المنطقة أثناء قيامهم ببيع الجنود الفرنسيين المخدرات؛ الأمر الذي جعل من قائد القوات الفرنسية في المعسكر يتشدّد قي مراقبة أداء الجنود».
وفي بلدة شقرا استهجن الأهالي ما عمد اليه الجنود الفرنسيون، أخيراً، من اعتراضهم اثنين من الصيادين في خراج البلدة، برغم أن المنطقة بعيدة عن الحدود الفاصلة بين لبنان وإسرائيل؛ وعن المنطقة التي يعمل فيها الجنود الفرنسيون.
ويقول حسن فواز من بلدة تبنين «ترسل قوات اليونيفيل دورياتها في ساعات متأخرة من الليل من دون أي اعتبار لراحة الأهالي وسكينتهم». ويستغرب المواطن محمد صبرا من مجدل سلم «عدم لجوء قوات اليونيفيل الى اعتماد طرقات خاصة برغم وجود العديد منها التي أنشئت لعبور الشاحنات والآليات».
وكان أهالي بلدة تبنين قد طالبوا القوات الفرنسية المتمركزة في البلدة بعدم استخدام الآليات المجنزرة واستبدالها بآليات غير مجنزرة للحفاظ على طرقات البلدة والسكينة العامة للأهالي، وقد حصلوا على وعد بذلك من قيادة القوات الدولية كما صرّح رئيس البلدية أسعد فواز. إلاّ أن ذلك لم ينفذ حتى الآن. وقد أعرب أهالي بلدة حولا عن استيائهم من طريقة عبور الآليات العسكرية التابعة لليونيفل، التي تعبر شوارع البلدة بسرعة فائقة، وأدى ذلك الى ثلاثة حوادث سير حتى الآن، منها حادث مع مختار البلدة حسن أيوب وآخر أدى الى إصابة مواطن من بلدة شقرا بكسور في رجله، ناهيك عن الأضرار التي تلحقها الآليات المجنزرة الضخمة ولا سيما الفرنسية «لي كار» بالطرقات المعبّدة. ويستغرب أحد أبناء البلدة محمد قطيش الأسلوب السيء للجنود الدوليين في التعاطي مع الأهالي، ويروي «أن إحدى الدبابات الفرنسية أطلقت الدخان الكثيف على مجموعة من شبان البلدة لدى مرورها بالقرب منهم بسبب رفع أحدهم اشارة النصر». ويعتقد قطيش أن «هذه الأساليب المتكررة التي يقوم بها جنود اليونيفل تهدف الى استفزاز الأهالي لأسباب معروفة».