البقاع الغربي ــ أسامة القادري
تشتهر بلدة المنارة في البقاع الغربي بأنّها بلدة المدارس في المنطقة. فهي لم تعد تعرف «الأمية» منذ زمن طويل، واستطاع أهلها تحويل بلدتهم إلى منارة، وهي التي كانت تعرف قبل عام 1968 باسم «حمّارة».
لا يتجاوز عدد سكان المنارة 2500 نسمة، منهم 500 معلم وأستاذ يمارسون مهنتهم التربوية في التعليم الرسمي والخاص، في البلدة وفي قرى أخرى. وهو ما يعني أنّ خُمس أهالي المنارة معلّمون استطاعوا مع الايام أن يحوّلوا قريتهم إلى مدرسة شاملة لطلاب وتلامذة 38 قرية في البقاع الغربي وراشيا، وصولاً الى بعض القرى الجنوبية في قضاء حاصبيا. ويقول أحد اساتذة المدارس إن «المنارة اليوم لم يعد فيها أي مواطن أمّي. فالهروب من العوز والفقر كان العلم سبيله الوحيد».
عرفت بلدة المنارة المدرسة الرسمية للمرّة الأولى في عام 1943 حين بنى سكانها الفلاحون مدرسة لتعليم أبنائهم وأبناء القرى المجاورة في مرحلتي الابتدائي والمتوسط. تعرف هذه المدرسة اليوم باسم المدرسة الاولى (الفرنسية)، ثمّ بنَت البلدة مدرسة أخرى ابتدائية ومتوسّطة (الإنكليزية). وفي عام 1980، نجح الأهالي في بناء ثانوية، لتضمّ مدارس المنارة اليوم أكثر من 2200 طالب وطالبة.
لم يقتصر التعليم في بلدة المنارة على الذكور، مثل بعض المناطق البقاعية. فكانت للإناث حصة كبيرة توازي حصة الذكور في تلقّي العلم. ونادراً ما تجد في البلدة اليوم من لا يحمل اجازة جامعية.
يعتب اهالي المنارة على الدولة وكل حكوماتها المتعاقبة. فهم في سؤال دائم عن مصير «المهنية» المقرّر إنشاؤها منذ عام 1985 حين كان الرئيس سليم الحص وزيراً للتربية. ويأمل رئيس البلدية علي رحال من المعنيين «تنفيذ مرسوم المهنية العالق في الأدراج»، لا سيما أن الاهالي قدموا قطعة الارض للمبنى المقرر. ويبدي رحال استغرابه «كيف تشيد مهنيات في البقاع بـ«كبسة زر» ولا ينفذ مطلب البلدة الموعود منذ عقدين».
عرف اهالي بلدة المنارة عن كثب معنى تحويل بلدتهم الى مدرسة للمنطقة. فالمدارس الثلاث ساهمت في تنشيط اقتصاديات البلدة، الأمر الذي شجّعهم على تحويل البلدة إلى مشفى للمنطقة. فأقدمت مجموعة من أطبائها على بناء مشفى تحوّل في فترة قياسية الى أحد أهم المستشفيات في المنطقة.