استقبل فيلتمان ووهاب وشاتيلا ووفد «العلماء المسلمين»
أكّد الرئيس عمر كرامي أن تحرك المعارضة «نابع من مصلحة الوطن الذي لا يمكن أن يُحكم بالتفرد والاستثئار بالسلطة»، وهي «قررت إنهاء الوضع الشاذ بتصعيد تحركها تدريجياً»، محدّداً تاريخ 20 كانون الثاني موعداً لتحقيق المطالب، وإلا فإن «الأمور ستتصاعد نحو قطع طرق وإحراق دواليب»، وربما نحو «العصيان المدني».
وأمل كرامي «أن تتعظ الاكثرية من أن الأمور ستتصاعد»، مؤكداً أن هذا الأمر «ليس من مصلحة أحد».
وكان كرامي قد استقبل أمس، السفير الأميركي جيفري فيلتمان، وعرض معه المستجدات الراهنة. وبعد اللقاء الذي استمر نحو ساعة، غادر فيلتمان من دون الإدلاء بأي تصريح، مكملاً جولته بزيارة وزير الاتصالات مروان حمادة والنائب ميشال المر.
في المقابل، نفى كرامي أن يكون قد نقل الى ضيفه أية رسالة من المعارضة، لافتاً الى أن اللقاء كان بمثابة «جولة أفق»، و«المجالس بالأمانات»، وأضاف: «أبدينا وجهة نظرنا في كل الأمور التي طرحت، من موضوع الحكومة والمشاركة فيها الى موضوع المحكمة الدولية وباريس 3، وشرحنا وجهة نظرنا التي تتطابق مع وجهة نظر المعارضة. واتفقنا على أن استمرار الوضع على هذا المنوال ليس في مصلحة أحد»، نافياً أن يكون فيلتمان قد أبدى أي انزعاج من تحرك المعارضة.
وأشار كرامي الى أن مطلب المعارضة هو «حكومة تشارك فيها بالثلث زائداً واحد»، لافتاً الى أنه «رغم الاعتصامات والاعتراضات والكم الهائل من الناس الذين نزلوا الى الساحات، فإن الحكومة غير الشرعية متمسكة ببقائها في السرايا، وهذا الأمر يتعارض مع مصلحة البلد، لأن كل الأمور تتردى أكثر وأكثر».
ورأى أن الجلسات التي تعقد في مجلس الوزراء «لا يمكن تنفيذ قراراتها»، لأنها من نوع «الكيدية السياسية»، محمّلاً السلطة مسؤولية بقاء البلد على هذه الحال من الانهيار الكامل.
من جهة ثانية، استقبل كرامي وفداً من «تجمع العلماء المسلمين»، برئاسة رئيس مجلس الأمناء الشيخ أحمد الزين. وبعد اللقاء، تحدث الشيخ مصطفى ملص باسم الوفد مؤكداً أنه «لا يجوز أن نعرّض وحدة الأمة ومصالحها الى خطر محدق، إرضاءً لأي جهة خاصة أو مصلحة خاصة».
ثم استقبل وفداً من «المؤتمر الشعبي اللبناني»، برئاسة كمال شاتيلا الذي أشار بعد اللقاء الى أن «الخطة الاقتصادية هي خطة إفقار، وهناك من يريد أن يلقي المزيد من الأعباء على لبنان، عن طريق الديون لا عن طريق الإعفاء من أي مبلغ من الديون».
واستقبل كرامي رئيس «تيار التوحيد اللبناني» الوزير السابق وئام وهاب، الذي اعتبر أن المعارضة «تأخرت قليلاً في تصعيد تحركها، وهو ما أعطى السلطة فسحة ومحاولة لإعادة التقاط أنفاسها»، متمنياً «أن تحسم الأمور، حتى لا يأخذ التحرك المعارض أشكالاً أكثر تصعيداً».
وانتقد وهاب دعم بعض الدول للفريق الحاكم الذي «أشرف على زيادة الديون والهدر خلال السنوات الـ15 الماضية، وكلها كانت مذيلة بتوقيع الرئيس السنيورة عندما كان وزيراً للمال»، معتبراً أن هذا الفريق «غير قادر على تغيير سلوكه»، مضيفاً: «المعارضة لن تنسحب من الشارع، والأمور ما بتحرز بقى، والقضية أصبحت في آخرها، وهناك فرصة حتى آخر الشهر. وعلى هذه الحكومة الفاقدة للشرعية تقديم استقالة ما بقي من وزرائها لتفسح المجال أمام الحل، لأن هناك مشروعين، مشروع سيربح وآخر سيخسر».
في إطار آخر، يعقد حزب التحرّر العربي، الذي يرأسه كرامي، مؤتمراً تأسيسياً، بحضور كوادر الحزب المؤسسين، في 25 الجاري في معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس، على أن يليه فتح باب الانتساب الى الحزب وعقد لقاءات في مناطق الشمال بداية وفي باقي المناطق لاحقاً.
(وطنية)