أنطون الخوري حرب
رغم عدم حسم مصير الانتخابات الفرعية في المتن لملء المقعد النيابي الشاغر باستشهاد الوزير والنائب بيار أمين الجميل، تعيش الأطراف السياسية على الساحة المتنية الأجواء التنافسية لهذا الاستحقاق إن لجهة المرشحين أو تنظيم الماكينات الانتخابية. ومن بين هذه الأطراف التيار الوطني الحر الذي توحي مواقف خصومه بجعل عنوان المحطة الانتخابية العتيدة «إسقاط التمثيل الأكثري المسيحي» عنه وعن قائده.
وفي مناقشات قادة التيار، يبرز توقع المعركة بدل التوافق. وتوقع أيضاً لأكثر من منحى انتخابي. وضمن هذا التوجه، يدرس التيار عدة احتمالات، منها أن التيار إذا رأى أن مصلحته تقضي بدعم مرشح حليف ومستقل، فإن لائحة الأسماء والمواصفات تطول. وفي هذا الإطار تم التداول باسم سفير لبنان السابق في واشنطن عبد الله بوحبيب المحبوب لدى أنصار التيار لكونه شغل منصبه الدبلوماسي ملتزماً شرعية حكومة العماد ميشال عون العسكرية عام 1988 في وجه النائب السابق نسيب لحود الذي عيّنه رئيس الجمهورية السابق الياس الهراوي سفيراً في واشنطن..
كما نوقش اسم مسعود الأشقر الذي فضّل الإبقاء على عمله الانتخابي في نطاق منطقة الأشرفية. ومن الناصحين من اقترح إسم الدكتور بول الجميل إبن عم الرئيس أمين الجميل، لكن هذا التداول لم يطل في ظل غياب حركة الأول.
ويتفرع النقاش ليشمل اسم رئيس جمعية الصناعيين فادي عبود الذي طرح أيضاً خلال الانتخابات النيابية الأخيرة، وجرى استعراض مميزاته المهنية والنقابية، إضافة إلى ميوله السياسية المقبولة. كما جرى التطرق الى المرشح السابق سركيس سركيس الذي يبدي حماسة لخوض الانتخابات والمحامي كارلوس أبو جودة وهو ابن عائلة متنية كبيرة لها ثقلها الانتخابي، ويحظى بدعم قوي من النائب ميشال المر.
وفي أفق تحالفات العونيين إسمان إضافيان هما: جورج زرد أبو جودة وأنطوان جورج سلامة. الأول صاحب مصرف كبير وشخصية معروفة، إضافة الى علاقته الحسنة بمعظم القادة المتنيين. والثاني صاحب مؤسسات تجارية، ولديه طموح سياسي وانتخابي.
لكن عندما ينتقل النقاش الى المنحى الثاني، حيث احتمال اقتناع التيار بخوض المعركة بمرشح عوني من محازبيه، فإن بورصة الأسماء المتداولة للترشيح تتوقف، كما يضيق هامش الأسماء. ذلك أن الجوّ التنافسي الذي يدفع إليه تحدي التمثيل المسيحي الأكثري، الذي يراهن «مسيحيو قوى 14 آذار» على إسقاطه عن التيار انطلاقاً من المتن، يجعل العونيين يشعرون بضرورة مواجهته من خلال معركة «كسر عظم». فإما أن يربحوها وإما أن يخسروها بشرف. وفي هذه الحال لا تعود مواصفات المرشح الوفاقي صالحة لمطابقتها على متطلبات المواجهة. كما انه عند البحث عن مرشح مواجهة، فإن الصورة التي تناسب مناضلي التيار يجب أن تكون متماهية مع الزخم الشبابي للحركة العونية، كما حصل مع القيادي في التيار حكمت ديب في انتخابات بعبدا عاليه الفرعية عام 2003.
وتطابق عاطفة العونيين الحزبية هذا التوصيف على مسؤول هيئة قضاء المتن الشمالي في التيار وأحد مؤسسيها طانيوس حبيقة، وهو من الكوادر المؤسسة لحركة المقاومة العونية في بداية التسعينيات،كما انه يشكل رمزاً للجيل الطلابي الناشط في وجه السلطات الأمنية اللبنانية والسورية، ويحظى باحترام الوسط الشبابي إضافة الى تاريخه الحافل بالتوقيفات التي كانت تتعرض لها كوادر التيار، ولديه سجل عدلي حافل بالأحكام السياسية كما انه بنظر رفاقه مؤهل لخوض المعركة ولا سيما أن له تجربة في إدارة ماكينة التيار في انتخابات المتن الفرعية عام 2002، حيث كان أداء التيار ناجحاً في أول تجربة انتخابية يخوضها، ثم في دورة عام 2005 حيث فازت لائحة التيار بكاملها. كما ان صفات حبيقة الشخصية تثير اهتمام وتشجيع القاعدة العونية.
وبانتظار رسوّ الاتجاه النهائي لسير الاستحقاق الانتخابي المتني، تبقى خيارات التيار العوني مفتوحة حسب سير الاستحقاق.