سارة عتريسي
جاءنا من الطالبة في معهد الفنون
الجميلة ــ1 سارة عتريسي هذا المقال لمناسبة انتخابات مجلس طلاب الفرع التي تجري غداً الخميس. ويرشّح تكتّل «المستقلّون» ستّة طلاب في الانتخابات التي يخوضها، في وجه القوى والتيارات السياسية الأخرى:


«أنا مستقل! تنبهر عندما تسمع الكلمة، ليس لأنّنا في بلد يضم ثماني عشرة طائفة ولكل طائفة زعيمها فحسب، وليس لأنّ كل واحد منا يظن أنّه الأفضل، بل لأنّنا ببساطة نعيش في لبنان الحاضن بين ذراعيه أربعة ملايين نسمة على اختلاف تنوعهم وتوجهاتهم السياسية. لكنّ الحال مختلفة في المعهد، فهناك ما يسمى «المستقلون»! كيف؟ لماذا؟ لا أحد يعرف. حجتهم الوحيدة أنّ الجامعة مكانٌ للتعلم وإقامة الصداقات، ولا مجال للسياسة أو الخلافات السياسية.
يصر التكتل الذي أخذ مجده في السنوات السابقة، والمتفكك حالياً شيئاً فشيئاً، على إبراز نفسه قوةً في الجامعة تضم مختلف الأحزاب والتيارات السياسية. أن نكون «مستقلين»، هل يعني أن تقف الفتاة وسط القاعة وتقول أنا مرشحة «مستقلة» وفي معصمها سوار أزرق حفر عليه «الحقيقة لأجل لبنان»، أو أن يأتي مندوب «مستقل» في أحد الصفوف منهكاً لأنّه قضى يوميْن في ساحة رياض الصلح من دون نوم! نعم، إنّهم «مستقلّون» على طريقتهم.
استقلاليتهم هذه دفعت ببقية الأحزاب والتيارات في السنة الماضية إلى التعاون في الانتخابات ضد حزب «المستقلون». أما هذه السنة فنسمع عن بعض الخلافات بين مندوبي الصفوف «المستقلين» والقيادة «المستقلة»، ما يدفعهم إلى الترشح للانتخابات نكاية بهم، ولكن مع من يا ترى وتحت أي اسم؟ تقول إحدى مندوبات الصفوف «أنا نازلة عن جد مستقلة». يعني عذراً يا مندوبة، السنة الماضية كنت «عن كذب نازلة مستقلة أم ماذا؟» ويُنقل خبرٌ من صف آخر أنّ المندوبة «المستقلة» في هذه القاعة ستترشح للانتخابات هذه السنة أيضا.ً يستفسر أحد «المستقلين» قائلاً: «نازلة عن الحزب أم عن التيار؟» يجيب أحدهم «يا عمي هي «مستقلة» معكم شو مش عارف؟».
ربما كثيرون في لبنان يعارضون سياسة الأحزاب والانتماءات الطائفية، لكن أن أنتمي إلى حزب ذي عقيدة ومبادئ أفضل بكثير من أن أكون تائهاً لا أعرف نفسي ولا أصدق من هم معي، كما هي الحال مع كيان «المستقلون» الفارغ».