رأى رئيس الجمهورية اميل لحود أن المخرج من الوضع الراهن هو بتجديد الحياة السياسية في لبنان «وهذا يتطلب تأليف حكومة جامعة توحي بالثقة لشعبها وتمهّد لوضع قانون انتخابي عادل يفضي الى انتخابات نيابية مبكرة تعكس تمثيلاً حقيقياً لكافة الفئات والشرائح اللبنانية».مواقف لحود جاءت خلال حفل الاستقبال السنوي الذي يقيمه رئيس الجمهورية في قصر بعبدا لتقبل تهاني اعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في لبنان بالعام الجديد. وحضر الحفل عميد السلك الدبلوماسي السفير البابوي المونسنيور غاتي، سفراء وقائمون بأعمال 59 دولة عربية وأميركية وأوروبية وأفريقية، اضافة الى مديري المنظمات الدولية العاملة في لبنان وجامعة الدول العربية وممثلي الامين العام للامم المتحدة وقيادة قوات الطوارئ والمراقبين الدوليين والاتحاد الاوروبي والصليب الاحمر الدولي. فيما غاب عن الحفل السفير الاميركي جيفري فيلتمان وسفراء دول الاتحاد الاوروبي.
وألقى السفير غاتي كلمة في مستهل الحفل نقل فيها «اطيب تمنيات قداسة البابا بينيديكتوس السادس عشر، ورؤساء الدول، والسلطات والشعوب الذين لنا شرف تمثليهم في هذا البلد العزيز»، ورأى انه خارج إطار القيم الديموقراطية «يتعرض السلام والتعايش للخطر، ولكي ينجح التعايش يجب أن يعاش بعدالة وصدق»، وقال: «في هذه الايام الصعبة من حياة لبنان لا يمكننا إلا أن نحيّي الجهود المبذولة لايجاد الحلول المناسبة والعادلة التي يمكنها الحفاظ على مناخ الوحدة والتفاهم والتضامن التي يرجوها اللبنانيون جميعاً».
وردّ لحود بكلمة عرض فيها العدوان الاسرائيلي على لبنان وقال: «كان يجدر باللبنانيين الذين خرجوا منتصرين من اشرس حرب شنت عليهم في تاريخ بلادهم، أن يحافظوا على تضامنهم الداخلي ووحدة رؤيتهم الى مستقبل وطنهم، وميثاق العيش المشترك بينهم الذي هو جوهر قيامة لبنان وديمومته كوطن رسالة ودور مميز في محيطه والعالم» مؤكداً «ان خروج لبنان من المرحلة الحرجة التي يمر بها لن يكون إلا بلبننة مشاريع اللبنانيين جميعاً وتخلي جميع الفئات عن سياسة الحائط المسدود التي لا تولّد الا المزيد من الصخب والاحتقان والمراوحة في قعر الدوامة».
وإذ عبّر عن شكره وتقديره «للمبادرات الطيبة التي يسعى عدد من دولكم من خلالها إلى إيجاد أرضية للتفاهم بين اللبنانيين» أكد «ان الحل الحقيقي لا بد من أن ينبع من اللبنانيين انفسهم ومن ارادة الخير لديهم، ومن وطنيتهم الصادقة». ورأى «ان المخرج المنشود للوضع الراهن، لا بد من أن يمر بتجديد الحياة السياسية في لبنان، وهذا يتطلب تأليف حكومة جامعة توحي بالثقة لشعبها، وتمهد لوضع قانون انتخابي عصري وعادل يفضي الى انتخابات نيابية مبكرة تعكس تمثيلاً حقيقياً لكافة الفئات والشرائح اللبنانية. فلم يعد مهماً اليوم أن يحقق هذا الطرف او ذاك مطالبه. بل المهم ان يبقى لبنان».
وإذ دعا الرئيس لحود الى إغلاق «نوافذ الفتنة والأزمات المفتوحة لننكبّ على مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والإنمائية»، أعرب عن «أسفه للغياب المتعمّد لعدد من السفراء عن الحفل التقليدي، مخالفين بذلك كل الاصول الدبلوماسية ومعبرين عن وجه مستغرب ومرفوض من وجوه تدخل بلدانهم في الشؤون الداخلية اللبنانية».
وأكد لحود وجوب إبقاء كل الابواب مفتوحة امام الحوار والتواصل لأنه «انطلاقاً من هذا العزم ينتصر لبنان على إرادة الموت وتظل الحياة فيه هي الاقوى».
على صعيد آخر، عرض لحود الاوضاع مع رئيس «حركة الشعب» النائب السابق نجاح واكيم الذي أوضح ان البحث «تركز حول إنقاذ البلاد من المخططات المشبوهة التي يسعى اليها الفريق الراهن نفسه والساعي لرهن لبنان من اجلها»، مشدداً على الدور الوطني الكبير الذي يؤديه الرئيس لحود في هذه المرحلة.
(وطنية)