صفوح منجد
المواقف التصعيدية للرئيس عمر كرامي أخيراً، التي أعلن فيها عدم شرعية القرارات الصادرة عن حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، أشارت إلى أن رئيس الحكومة الأسبق بدأ عدّ العدّة للنزول بثقله إلى ساحة المعارضة، وهو ما قد يؤدي الى تصعيد في المواقف والسجلات بين الأطراف والقوى السياسية على الساحتين الطرابلسية والشمالية، بدأت طلائعها أمس برد منسق تيار «المستقبل» في الشمال النائب سمير الجسر على كرامي.
وفي هذا السياق وزّعت في اليومين الماضيين منشورات في طرابلس، بتوقيع من قوى محسوبة على تيارات السلطة، تهاجم مواقف الرئيس كرامي الاخيرة وتدافع عن حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، وتحاول الإيحاء بوجود خلاف بين الرئيس كرامي وأفراد أسرته وخصوصاً نجله فيصل، ما استدعى دعوة الاخير الى مؤتمر صحافي اليوم في مكتبه في طرابلس للردّ على هذه الإيحاءات.
وكان لافتاً في الأيام القليلة الماضية انهماك الرئيس كرامي في إعادة تنظيم مؤسساته الإعلامية والسياسية، وخصوصاً على صعيد «حزب التحرر العربي» الذي يرأسه، الى جانب العمل على معاودة إصدار صحيفته الاسبوعية «الرقيب» بعد توقف استمر شهوراً، وذلك في إطار مواكبة التطورات الراهنة ومواجهة أخصامه السياسيين ومنعهم من الانفراد بالساحة الإعلامية الطرابلسية.
وكان الجسر قد أصدر أمس بياناً حمل فيه بشدة على مواقف كرامي، مستغرباً وصفه «حكومة السنيورة بأنها غير شرعية»، وتساءل: «بأي منطق تصبح حكومة الثقة بـ59 صوتا ً شرعية (حكومة كرامي) وحكومة الثقة بـ99 صوتاً غير شرعية». وقال: «هذه الحكومة تتابع مهماتها لأن فيها رجالاً يعرفون أن الحكم مسؤولية ولا يجابهون الصعاب بكلام من مثل: حلّو عني أو شو بعملكم، حتى لا يلحق بالليرة اللبنانية ما لحق بها في عهده الميمون».
ونصح الجسر بأن ينظر الرئيس كرامي «بكلتا عينيه فلا يغفل عن الجماهير التي احتشدت تحت شرفة منزله في ساحة معرض رشيد كرامي الدولي وشوارع طرابلس»، وأن «يتخلص من عقدة إسقاط الحكومة في الشارع فلا يجرع هذه الكأس لكل رئيس حكومة ولا للشعب اللبناني».