الضنّية ــ عبد الكافي الصمد
فُجع أهالي بلدة طاران ــ الضنّية بوفاة فاطمة محمد الشيخ (65 عاماً) وابنتها نهلا علي قاسم (35 عاماً)، بعد تعرضهما لحادث سير في محلة القبة في طرابلس، على يد شاب متهور لم يتجاوز سنّ الـ 18 من عمره، تبين لاحقاً أنه كان قد «أخذ مفاتيح السيارة خلسة بعيداً عن أنظار والديه»، حسب ما أفاد شهود «الأخبار».
في موازاة ذلك،أدى حادث سير آخر وقع يوم الثلاثاء الماضي على الطريق ذاتها إلى انقطاع حركة السير عليها نحو ساعتين تقريباً. وشهدت الطريق أزمة سير خانقة، إثر اصطدام باص لنقل طلاب المدارس بسيارتين. وأدى الحادث إلى إصابة سائق الباص بكسر في رجله، كما تعرض بعض الطلاب لرضوض.
وقبل نحو شهرين كانت الفتاة جنان علي زين الدين، (20سنة) من بلدة قرصيتا، متجهة إلى الجامعة للدراسة، قبل أن تقع ضحية حادث في كفرشلان.
واللافت أن حوادث السير تزايدت على طريق الضنّية الرئيسية في الأيام الاخيرة، ومرت مرور الكرام، فلم تتخذ الجهات المعنية أي إجراءات يمكن أن تشكل رادعاً لمسببيها، أو أن تسهم في تفعيل وزيادة تأمين سبل الحماية والحفاظ على السلامة العامة للمواطنين. وإذا كانت السرعة الزائدة عن حدّها القانوني هي السبب الرئيسي الذي يقف خلف تلك الحوادث، فإنّ جملة عوامل أخرى لا تقل أهمية عنه، تسبب ازدياد نسبة وقوع حوادث السير المؤلمة، في مشهد بات يتكرر يومياً على طريق هي المنفذ الوحيد لقاطني أكثر من 40 بلدة وقرية في الضنّية.
فعند انتهاء عملية إعادة تأهيل تلك الطريق قبل نحو سنتين، لم تلتفت الشركة المتعهدة إلى ضرورة وضع الإشارات والمفترقات والتحويلات من الطريق الرئيسية باتجاه الطرقات الفرعية ومداخل القرى، التي جاء تصميمها وتنفيذها عشوائيين تحت حجّة أن لا أموال مرصودة لها.
إلا أن رئيس جمعية النهضة الثقافية في بلدة بخعون حسين الصمد يشير إلى أن «عشرات الشبان السائقين الذين يقودون سيارات تحت السنّ القانونية غالباً ما يكونون سبباً أساسياً وراء وقوع تلك الحوادث، إذ إن هؤلاء المراهقين يعمدون إلى قيادة سياراتهم بشكل جنوني وغير منضبط، فضلاً عن عدم امتلاكهم خبرة القيادة، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى وقوع المآسي وتكرارها».
يضاف إلى كل ذلك أن الطريق لم تشهد منذ إنجازها أي حملة لردع المخالفين من القوى الأمنية المعنية كإقامة حواجز متنقلة أو وضع أجهزة رادار لرصد السرعة وقمع المخالفين.
وقد دفع هذا الإهمال المتعدد الأوجه أهالي كل بلدة واقعة على الطريق العام الى حلّ تبعات هذه المشكلة ذاتياً، من أجل تفادي أو تخفيف وقوع الحوادث، فوضعوا مطبّات متعددة عليها، وخصوصاً في بلدات اردة ومرياطة، ما أدى إلى اعتراض السائقين على هذه الإجراءات، وخصوصاً أن المطبات وضعت بشكل أزعج السائقين وأضر بالسيارات على السواء.
ورغم قيام نوع من «التعايش القسري» مع هذه المطبات واستمرار وقوع حوادث السير وسقوط ضحايا، يخشى المواطنون من أن تتسع رقعة انتشار المطبات على الطريق ما يزيد صعوبة العبور دون ما يمنع وقوع الحوادث وسقوط قتلى وجرحى وخسائر.