فداء عيتاني
«نتخلى عن باريس 3 في حال تقديم إيران مليار دولار مساعدة للحكومة اللبنانية». يقول أحد نواب تيار «المستقبل»، وهو من المعنيين بأمور المال والأصول المالية. ويضيف بين الهزل والجد: «إذا وصلنا المال النظيف نستغني عن الأموال الأجنبية. لكن ترك البلاد من دون تمويل هو مساهمة في تدمير البلاد اقتصادياً».
يتساءل النائب «المستقبلي»: «لماذا لا يريدون باريس 3 الذي يرجئ المشكلة الاقتصادية لمدة سنتين؟ من لا مصلحة له في إرجاء المشكلة، وخصوصاً أن كلفة حرب تموز فاقت 10 مليارات دولار». ويتابع، وهو يحسب على الورق ما سببته الحرب الأخيرة، إن «حزب الله قام بالحرب لتدمير الاقتصاد اللبناني»، مدافعاً بشدة عن ورقة الإصلاح التي قدمتها الحكومة الحالية، «إذ عبر زيادة بسيطة في ضريبة القيمة المضافة يمكن تقديم مجموعة من الضمانات الى المواطنين، وخصوصاً الفئات الأكثر فقراً، بينما ستطال الضريبة عملياً من ينفق أكثر على السلع غير الأساسية، أي الأثرياء». ويستنتج أن «من المستحيل التخلي عن الإصلاحات التي تقدمت بها الحكومة، بخاصة أن متوسط أعمار موظفي شركة الكهرباء، مثلاً، 58 عاماً، بينما إنتاجية الكثير من موظفي القطاع العام تقارب خمسين دقيقة في يوم العمل، لذا لا بد من التخصيص لرفع الإنتاجية في ظل أزمات مثل تمنع سكان من الشمال والجنوب والضاحية والبقاع عن دفع فاتورة الكهرباء». ويضيف: «هذه المؤسسة بمفردها يمكنها ابتلاع عشرة مليارات دولار على مدى عشرة أعوام، أي يمكنها ابتلاع كل ما يمكن أن يراكمه باريس 3 وغيره»، وبالتالي لا بد من تخصيصها لإصلاحها في ظل الحماية السياسية للموظفين والمكلفين الذين لا يدفعون بدل ما يستهلكونه».
يرفض النائب أي نقاش في دوافع اعتراض «حزب الله» على ما يحصل في البلاد، داعياً، كما حال الأكثرية أبداً، إلى العودة إلى طاولة الحوار وإلى الحكومة نفسها، أما «منطق المساومة مع المعارضة فيعطيها انتصاراً، ويجعلها تحكم قبضتها على البلاد، وهو ما لن يحصل بأي شكل»، مضيفاً أن «من يعطل المبادرات هي المعارضة، فمسؤول العلاقات الخارجية في الحزب اتصل بالأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بعدما أنهى الأخير لقاءه مع نائب الرئيس السوري فاروق الشرع وأبلغه عدم موافقة الحزب على مبادرته، فيما اقترح الرئيس نبيه بري صيغة دورة طويلة لإقرار التعديلات على قانون المحكمة ذات الطابع الدولي بحيث يكون المجلس النيابي مع نهاية الدورة المقترحة قد أنهى عقده العادي. أما اقتراح 3+3+4 فمشكلته الوحيدة استحالة إيجاد أربعة مستقلين».
يرى النائب أن «حزب الله» قام بالحرب لثلاثة أسباب: تدمير الاقتصاد اللبناني، وتدمير الدولة، والإمساك بقواعده الشعبية، وهو نفذ الأول والثالث عبر إفقار الناس، وينفذ الثاني حالياً، ولا يمكن السماح له بتحقيق هذه الأهداف»، مضيفاً أن «ما ذهب إليه وليد جنبلاط لم ينفه رئيس كتلة المستقبل سعد الحريري، الذي اكتفى بالقول إن حزب الله ليس متورطاً في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري فقط، إلا أنه لم ينف تورط الحزب في الأعمال الأخرى التي شهدتها البلاد».
ويقول النائب إن هدف «حزب الله» اليوم «بات واضحاً، وهو إعادة بناء دولة كالتي بناها في الضاحية، من ضمن المشروع الإيراني في المنطقة»، مشيراً إلى أن «كل ما يحرك الحزب في النهاية هو خدمة المشروع الإيراني الفارسي، وما يدل على ذلك هو رفض الحزب لاتفاق الطائف وموقفه من حجمه التمثيلي في الحكومة وفي مجلس النواب».
وعن رهان قوى الأكثرية وسبل مواجهتها لتحركات المعارضة، مع اتجاهها إلى تصعيد تحركها وإغلاق المرافئ والطرق والمعابر الدولية، يقول النائب إن المعارضة «لن تضرب الحكومة وحدها بهذه الطريقة بل ستضرب الكل، وهي جزء من الكل، وهي رغم قدرتها على تنفيذ تهديداتها إلا أنها لا تدع خياراً للحكومة إلا الوقوف بوجهها، وبالتالي سيكون سقوط البلاد وبالاً على الجميع».
ويلاحظ النائب «المستقبلي» أن «حزب الله لم يعلن إلى اليوم مآخذه وملاحظاته على قانون المحكمة ذات الطابع الدولي، وهو لا يزال يرفض دعوتنا للعودة إلى طاولة الحوار». ويؤكد أن التأييد الدولي «ليس مجرد كلام في الهواء، بل سيترجم عملياً في مؤتمر باريس 3، الذي سيعطي الحكومة دعماً في خطتها الإصلاحية كما سيعطيها دعماً مالياً».