فاتن الحاج
ما هو المعيار المعتمد في المؤسسات المالية اللبنانية لتفعيل الثقة بالمستثمر وقطاع الخدمات المالية الحكومية والخاصة؟ الجواب: ليس هناك معيار واحد، بل مجموعة معايير تحكم العمل داخل كل مصرف أو مؤسسة اقتصادية أو سوق مالي. الحاجة «الملحة» لتوحيد المعيار دفعت كلية إدارة الأعمال في الجامعة اللبنانية ــ الأميركية إلى إطلاق البرنامج الدراسي الاحترافي «المحلل المالي المعتمد» (CFA) Chartered Financial Analyst ) ) رسمياً، الثلاثاء المقبل، في حرم بيروتلمَ لا يكون هناك معيار موحد في الأسواق المالية؟» يسأل منسق البرنامج أستاذ العلوم المالية في الكلية البروفسور ميشال مجدلاني. السؤال نفسه طرحه للمرة الأولى في عام 1942 الاقتصادي الأميركي بنجامين كرام في كتابه «تحليل السندات»، والكتاب ما زال مستخدماً حتى الآن كمرجع في الجامعات. يأتي الجواب في عام 1963 حيث انطلق أول فحص في العالم (CFA)، وأصبح في عام 2007 معتمداً في 145 دولة في العالم، وقد خضع للفحص أكثر من 200ألف شخص. أما في لبنان، فقد انطلقت الفكرة، كما يقول مجدلاني، من الواقع الذي نعيشه والحاجة إلى اعتماد معيار أخلاقي في قطاع الخدمات المالية والتمويل المؤسساتي وتحليل الاستثمارات وإدارة المخاطر سواء كانت مخاطر السندات أو الأسهم. وتبدأ الجامعة اللبنانية ــ الأميركية بالجزء الأولCFA PREPARATORY COURSE من البرنامج الذي يتضمن ثلاثة مستويات (Levels) ينال المرشح في نهايتها شهادة من معهد «CFA Institute» في الولايات المتحدة الأميركية تميّز حاملها بالاحتراف والقدرة التنافسية في الأسواق المالية، كما تخوّله الترقي والانتقال من بلد إلى بلد أو من شركة إلى أخرى.
يستهدف البرنامج طلاب السنة الأخيرة ومتخرجي الجامعة والموظفين في القطاعين العام والخاص الذين يتعاطون الشأن المالي. أما شروط المشاركة فهي إتقان المرشح اللغة الإنكليزية وحيازة شهادة جامعية في مجال الاقتصاد، أو أن يكون لديه 4 سنوات خبرة في المضمار المالي. و«يعطي» المقرر أساتذة من كلية إدارة الأعمال اختبروا العمل في المؤسسات المالية، أو درّسوا المادة لمدة عشرين سنة متتالية، ويُدعّمون بكتب متخصصة تساعد في تفعيل البرنامج تمهيداً لإجراء الاختبار الهدف. وتتجه الجامعة إلى اعتماد الصفوف الصغيرة النموذجية التي تضم ما بين 16و22طالباً، لتأمين مزيد من التفاعل مع الأساتذة. كما تنطلق الدراسة في 5 شباط المقبل بعد دورة سؤال وجواب تنطمها الجامعة من السادسة حتى السابعة من يوم الثلاثاء المقبل، للإجابة عن استفسارات الراغبين في الانتساب للبرنامج. ويستطيع المشاركون متابعة المقرر وفق وتيرتين تسيران بشكل متواز. الوتيرة الأولى سريعة حيث يجري الطلاب الاختبار في حزيران المقبل، والثانية بطيئة يجري من يختارها الفحص في كانون الأول المقبل. ويوضح مجدلاني أن البرنامج ذاته تخضع له المجموعتان. وبالنسبة إلى المجموعة الأولى، فإنها تتابع البرنامج لفترة 3 أشهر (يومان في الأسبوع، الإثنين والأربعاء، و3 ساعات في اليوم، من السادسة حتى التاسعة مساء). وقبل أسبوعين من الاختبار، يخصص البرنامج أربعة أيام مراجعة مكثفة للمعلومات، بإشراف الأساتذة من التاسعة حتى الخامسة مساء.
ويشدد مجدلاني على تشجيع جميع الموظفين بغض النظر عن أعمارهم لـ«اقتناص» فرصة الجهوزية الاحترافية في الأسواق المالية. وينتظر مجدلاني الإقبال على المقرر التحضيري نظراً لأهمية الفحص الذي يجرى أيضاً في أبو ظبي حيث يستقطب العاملين بالشأن المالي في كل دول الخليج، على قاعدة الأمانة في العمق المعتمدة في المجتمع العربي. «إذ يهمنا أن نعرف ما هي الضمانة بالأخلاق والمواد والمعرفة والقدرة الإنتاجية لدى الأفراد الذين نؤمّنهم على أموالنا». ويقول إننا في لبنان قادمون على «تكبير» الأسواق المالية، كما جاء في الورقة الإصلاحية للحكومة، ما يستوجب تعزيز المعايير للتفاعل مع المجتمع العربي والدولي.