أكد رئيس الجمهورية العماد اميل لحود «أن لبنان يتعرض لضغوط خارجية هدفها استكمال تنفيذ المؤامرة التي استهدفته منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في شباط 2005»، موضحاً «أن المتآمرين يعملون على ضرب وحدة اللبنانيين وتضامنهم وصولاً الى ضرب المقاومة الوطنية اللبنانية وتوطين الفلسطينيين في لبنان».وأشار لحود خلال استقباله أمس وفداً من الباحثين السياسيين الأميركيين والعرب من الجامعة الأميركية في القاهرة الى «أن للمؤامرة وجوهاً متعددة فهي تارة سياسية وأخرى أمنية أو اقتصادية»، معلناً «أن لا خلاص للبنانيين إلا من خلال وحدتهم الكفيلة وحدها بإحباط كل الضغوط الخارجية مهما اشتدت وتشعبت». وشدد على «أن اللبنانيين لا يمكن ان يتواجهوا لأنهم تعلموا من خلال تجاربهم في الحروب الأهلية السابقة أن التوافق والحوار هما دائماً باب الحل».
وقال: «إن العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان والهزيمة التي لحقت بالجيش الإسرائيلي أثبتا أن لا حل بالقوة للأزمات في الشرق الأوسط وأن البديل يجب أن يكون من خلال جلوس جميع الأطراف الى طاولة مفاوضات شبيهة بما حصل في مؤتمر مدريد للوصول الى اتفاق سلام عادل وشامل وقائم على تطبيق قرارات الامم المتحدة ذات الصلة والمبادرة العربية للسلام فضلا عن ضمان حق العودة للفلسطينيين الى أرضهم».
وأكد «أن المقاومة الوطنية ضرورة للبنان والسبب الأساسي لصموده في وجه الاحتلال الاسرائيلي، ودورها لن ينتهي الا بإحلال السلام الشامل في المنطقة لأن الحلول المجتزأة لا يمكن ان تحمل الاستقرار والامن الى دول الشرق الأوسط وشعوبها كافة». ولفت الى «أن الفرصة باتت متاحة لتحرك عربي ودولي على طريق انعقاد مؤتمر مماثل لمؤتمر مدريد ،لكن المهم يبقى ان يتجاوب الأطراف المعنيون مع هذه الفرصة السانحة والتي قد لا تتكرر اذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه».
وجدد التأكيد «أن الحكومة التي يرأسها فؤاد السنيورة لم تعد موجودة لفقدانها الشرعية الدستورية والميثاقية الأمر الذي يجعل كل الاجتماعات التي تعقدها والقرارات التي تتخذها باطلة لأن ما يبنى على باطل فهو باطل»، معتبراً «أن المضي في عقد الاجتماعات واتخاذ القرارات يدفع بالواقع السياسي الى مزيد من التأزم والتحدي والاستقواء بالخارج وهذا لن يكون في مصلحة لبنان واللبنانيين».
ورأى «أن مبدأ انعقاد مؤتمر باريس 3 خطوة مهمة للبنان لكن المهم أن يشارك جميع اللبنانيين في التحضير له وإبداء آرائهم في الخطوات الإصلاحية التي تنوي الدولة اعتمادها لأن التفرد بالرأي وتجاهل ملاحظات الأطراف اللبنانيين الأساسيين والفعاليات الاقتصادية والعمالية يجعل من المؤتمر مادة خلافية بين اللبنانيين».
وأضاف: «إن التوافق على تأليف حكومة الوحدة الوطنية هو المدخل الطبيعي والوحيد لإعادة تفعيل الحياة السياسية اللبنانية في إطار من التوافق الوطني ولا أرى بديلاً من الجلوس حول طاولة حوار وصولاً الى الاتفاق بين اللبنانيين والشرط الأساسي لإنجاح هذا الحوار هو الامتناع عن الإصغاء الى نصائح الخارج وملاحظاته لأن هذا النوع من التدخل في الشؤون الداخلية ليس في مصلحة لبنان بل يخدم مصالح المتدخلين على اختلاف هوياتهم». منبّهاً الى «أن عدم احترام الدستور ومفاعيله أدى في الماضي الى مواجهات بين اللبنانيين وهذا لا يجوز أن يتكرر وكفى انتهاكاً للدستور وضرباً للميثاق الوطني ولنعمل لنكون اقوياء من أجل لبنان القوي».
والتقى لحود النائب السابق أنطوان حداد والرئيس السابق للمجلس العام الماروني ريمون روفايل.