strong>أسامة القادري ــ البقاع
58 لبنانياً أسروا خلال الحرب العراقية ــ الإيرانية بعدما تطوعوا في الجيش العراقي بتكليف من قيادة البعث العراقي في لبنان عام 1981. مرت ثماني عشرة سنة على انتهاء الحرب العراقية ــ الإيرانية، وأصبح العراق محتلاً اليوم، وأُعدم صدام حسين. هؤلاء الأسرى الذين عادوا إلى بيوتهم ينتظرون منذ 1992 وحتى اليوم «تعويضاتهم» التي أرسلها لهم صدام حسين رواتب خلال فترة أسرهم (132 شهراً × 500$ في الشهر لكل أسير سابق = ثلاثة ملايين و828 ألف دولار) عدا التعويض المخصص لفترة الأسر والإعاقة الدائمة.
هذه الأموال التي ضاعت ما بين «حانا ومانا» والمسؤولية المحلية، أثارت شكوكاً في وجهة تحويلها وفي حساب من اليوم؟! ويقول هؤلاء إن قيادة مجلس الثورة السابق في العراق كان قد أرسل أموالاً طائلة لهم (قبل سقوط بغداد) عبر «القيادة» القطرية في لبنان التي كانت تعطيهم الوعود تلو الوعود، إلى أن اضطر بعضهم إلى زيارة بغداد ولقاء صدام حسين الذي أكد لهم أن حقوقهم أصبحت عند القيادة في لبنان.
ويقول بعض هؤلاء الأسرى السابقين في البقاع إن القيادة «البعثية» في لبنان كانت تكيل لهم الوعود بدفع المستحقات المالية حتى في الفترة التي تلت احتلال العراق. ويقول زين ونسه إن القيادة في العراق أكدت لهم قبل «أفولها» أنها أرسلت مبالغ كبيرة من المال تعويضاً من أسرهم في إيران «إلا أن القيادة المحلية لم تفرج عن هذه الأموال التي أصبحت مجهولة المصير»! ويضيف ونسه «أن القيادة هنا، ومنذ 7 سنوات، تعطينا الوعود بقرب دفع حقوقنا ولم تعد ترد على اتصالاتنا الهاتفية».
ويقول الأسير البعثي العراقي السابق في إيران تركي نصر الله انه «وبعد خروجنا اتصل أحد القياديين في الحزب ليطمئن إلى صحتنا وأوضاعنا وقال لنا إن مستحقاتنا الشهرية حتى 1990 موجودة في صندوق خاص بالأسرى ولا يفتح إلا عندما يخرج الأسيران عمر شبلي وحسين قيس». ويضيف «خرج عضو القيادة عمر شبلي وحسين قيس وما زلنا حتى اليوم ننتظر فتح الصندوق».
ويتابع نصر الله «بعد خروج المسؤول عمر شبلي عام ألفين ومقابلته الأسرى ووقوفه عند معاناتهم وإعاقاتهم، قال لنا ان الفرج قريب بعدما دعته قيادة الثورة الى زيارة العراق ومقابلة الرئيس السابق صدام حسين». ويؤكد في هذا الخصوص الأسير السابق محمد غنيم قائلاً: «نعم زار شبلي العراق، واتصل بنا ناقلاً لنا رسالة شفهية من القائد صدام ومؤكداً لنا أن حقوقنا موجودة لدى القيادة الحزبية في لبنان، وقال لنا شبلي إن الرئيس صدام حسين كلّفه ملف الأسرى اللبنانيين في إيران وبعد انتظار ستة أشهر تبخرت كل الوعود».
ويقول الأسير السابق حاتم يحيى أن الأسرى اجتمعوا عام 2001 في مجدل عنجر وكلفوا الأسير داهش سوني أن يذهب الى العراق ليشرح أوضاعهم السيئة». وأكد داهش سوني انه زار القيادة العراقية بعد تكليف من رفاقه وأكدت له أنها كانت ترسل إلى الحزب في لبنان أموالاً طائلة وأنها كلفت القيادي شبلي صرف التعويضات والمستحقات الشهرية للأسرى.
الأسرى اتصلوا بعد ذلك بالأمين القطري لحزب البعث العراقي في لبنان عبد المجيد الرافعي بعد عودته من بغداد قبل سقوطها بأيام و«أكد لنا أن حقوقنا محفوظة ومصانة، ولكن لغاية اليوم ننتظر أموالنا التي لم نعد نعرف مصيرها».
«الأخبار» اتصلت بالسيد عمر شبلي الذي أشار إلى أن حقوق الأسرى السابقين في إيران «موجودة في ذمة الأمم المتحدة، التي حجزت الأموال المرصودة لهم، وهي ليست لدى قيادة البعث في لبنان، وأعتقد أن الأموال محجوزة في بنك الرافدين في بيروت»، لافتاً إلى أن «الأسرى يعتبرون من عداد الجيش العراقي، وحقوقهم الأخرى كرواتب التقاعد موجودة الآن عند وزارة الدفاع العراقية الحالية». وطالب شبلي الصليب الأحمر الدولي بـ«رفع معاناة هؤلاء الأسرى إلى الأمم المتحدة لتحصيل حقوقهم»، كاشفاً أن «القيادة العراقية السابقة كانت قد أرسلت مبلغ عشرة آلاف دولار لكل أسير محرر هديةً بعد عودتهم من إيران عام 1992».