شكا ــ فريد بو فرنسيس
ارتدى السوق في بلدة شكا في قضاء البترون حلة جديدة بعدما أنهت البلدية أعمال تأهيله وترميمه. ويلاحظ المتجولون في سوق شكا القديم مدى التغيير الذي طاله، لناحية تجميل المباني المحيطة، التي عملت البلدية على إعادة تأهيلها وطلائها بألوان تتلاءم مع تاريخها، مع مراعاة الطابع الجديد والحديث للأبنية في بعض الأماكن.
وبلدة شكا، من البلدات الحديثة العهد، ويعود تاريخ تأسيسها إلى القرن الثامن عشر بحسب المراجع الموثقة. وتتميز بلدة شكا بأنها مزيج فريد غير متجانس، نشأ ونما في ظل صناعة مزدهرة. وبلدية شكا من البلديات الغنية والنشيطة في القضاء، ومرد ذلك إلى وجود شركات الإسمنت ضمن نطاقها العقاري، والمبادرات التي تأخذها تجاه البلدة في عدة نواحٍ إنمائية، تعويضاً عن الضرر التاريخي الذي تلحقه بالإنسان والبيئة.
وأنهت بلدية شكا العمل على إعادة تأهيل السوق القديم في البلدة الذي يُعَدُّ واجهة شكا الرئيسية، لناحية موقعه على الطريق الساحلي القديم المؤدي إلى بيروت، الذي يشق السوق في الوسط، وتنتشر المحالّ التجارية على جانبيه. وقامت البلدية بإعادة ترميم المنازل المحيطة، وصيانتها بشكل جيد ولافت، فبدت المنازل والشرفات تزينها الألوان.
وتشهد بلدة شكا في هذه الفترة ورشة إعادة صيانة الأرصفة في الأحياء الداخلية، وإيجاد أرصفة أخرى مستحدثة، إضافة إلى توسيع طرقات وشق أخرى جديدة، ما يسهل عملية التنقل داخل البلدة بشكل مريح. وتأتي هذه الخطة بعدما أعادت البلدية تأهيل الشارع الرئيسي للبلدة عن طريق صيانة المباني الأثرية وطلائها من جديد بشكل مريح للنظر، ما أضفى عليها مسحة جمالية ميزتها عن باقي البلدات المجاورة.
ويقول رئيس بلدية شكا فرج الله الكفوري: «إن البلدية وضعت خطة لتجميل البلدة... وإن طموحات البلدية كبيرة لناحية النهوض بالبلدة بشكل يضعها في مصاف البلدات الكبرى في لبنان، بحيث تصبح كل الخدمات فيها مؤمنة، من أجل راحة السكان والمواطنين فيها»، مشيراً إلى أن «الهدف من وراء تجميل السوق في البلدة هو إعادته إلى الحياة بأسلوب حضاري وجمالي يتماشى مع عصرنا اليوم وواقعنا السياحي».
وتلفت الأوساط التجارية في شكا إلى «أن العقبة الرئيسية التي يواجهها هذا السوق تتمثل في مرور الشاحنات عبره بشكل يومي وكثيف، محملة بالأتربة والوحول تارة، وطوراً بأكياس الإسمنت، وشاحنات الترابة (الدكمة)، مصحوبة بالغبار ودخان الشاحنات، بشكل مؤذٍ للبيئة وللصحة في آن معاً، فضلاً عن الأضرار التي تسببها الشاحنات من قطع للأسلاك الكهربائية، وتحطيم أرصفة، وأعمدة إنارة، وإشارات للمرور، وغيرها مما تصادفه».
وتتحدث هذه الأوساط عن مرور حوالى 1200 شاحنة يومياً مخترقة السوق ذهاباً وإياباً، فيما اقترح البعض الإسراع في تأمين وإنجاز الطريق الفرعية التي تلتف حول شكا بحيث تسلكها الشاحنات من دون المرور في سوقها التجاري. علماً بأن هذه الطريق اتُّفق عليها بين المعنيين في المنطقة من بلديات وشركات عاملة.